سعتْ وزارةُ "الشُّؤونِ الإسلاميَّةِ" لعملِ تنظيمٍ للوقتِ المخصَّصةِ بينَ الأذانِ والإقامةِ تعملُ بهِ الكثيرُ من المساجدِ بشكلٍ جيِّدٍ؛ ولكنْ أمَا آنَ الأوانُ أنْ تعيدَ الوزارةُ ترتيبَ ذلكَ التَّنظيمِ بمَا يتناسبُ معَ المتغيِّراتِ المتلاحقةِ؛ فضلاً عن اختلافِ أوقاتِ أطوالِ اللَّيلِ والنَّهارِ.
إذَا كتبَ اللهُ عليكَ أنْ تخرجَ لقضاءِ بعضِ المصالحِ، وصادفَ وقتَ صلاةٍ فلاَ شكَّ ستجدُ طابورًا طويلاً من النّساءِِ والرِّجالِ قدْ احتلُّوا مساحاتٍ كبيرةً تحيطُ بتلكَ المصالحِ.
أعرفُ أنَّ هناكَ الكثيرَ من الأصواتِ المعارضةِ؛ ولكننَّي أرَى أنَّ التَّنظيمَ المعمولَ بهِ حاليًّا ينتجُ عنهُ الكثيرُ من هدرٍ للوقتِ يصلُ إلى حالةٍ من الانفلاتِ القصد ما ينتجُ عنهُ الكثيرُ من الإرباكِ وتعطيلِ الكثيرِ من المصالحِ الضَّروريَّةِ للنَّاسِ.
إنَّ التَّنظيمَ الذِي ارتأتُهُ وزارةُ "الشُّؤونِ الإسلاميَّةِ" تنظيمٌ قديمٌ يحتاجُ إلى إعادةِ نظرٍ؛ لأنَّ واضعيهِ اجتهدُوا في صياغتِهِ في زمنٍ أقرب إلى حيلِ الباسطةِ منهُ إلى حياةِ التَّعقيدِ.
ولو أُضيفَ إلى ذلكَ أنَّ بعضَ المساجدِ -للأسفِ- لاَ تعملُ بالتَّنظيمِ الحاليِّ بكلِّ دقّةٍ؛ بلْ تزيدُ من الوقتِ المخصَّصِ إلى درجةِ المبالغةِ، مَا يدفعُ بالكثيرِ إلى التَّضجُّرِ، ومِن ثمَّ التَّراخِي عن دخولِ المسجدِ؛ بل نحَا البعضُ إلى قضاءِ الوقتِ خارجَ المسجدِ، حتَّى يسمعَ صوتَ الإقامةِ.
إنَّ الوقتَ الطَّويلَ الفاصلَ ما بينَ الأذانِ والإقامةِ في بعضِ فروضِ الصَّلاةِ مدعاةٌ للكسلِ والتَّسويفِ والتَّأخيرِ، وإضاعةِ مصالحِ النَّاسِ خاصَّةً في بعضِ الجهاتِ الحكوميَّةِ، ومَا مراجعاتُ النَّاسِ لبعضِ دوائرِهَا بعدَ الظهرِ إلاَّ الدَّليلُ القاطعُ على ذلكَ.
فكمْ من موظفٍ استغلَّ هذَا الوقتَ الطَّويلَ للخروجِ تاركًا وراءَهُ أداءَ الصَّلاةِ إلى أجلٍ غيرِ معلومٍ؛ ناهيكَ عن أداءِ واجبِ قضاءِ حوائجِ النَّاسِ مَا جعلَ من هذَا الوقتِ أداةً للتَّلاعبِ والعبثِ، وفرصةً ثمينةً لأصحابِ النَّزعاتِ الدَّنيويَّةِ.
أليسَ هناكَ مراعاةٌ ينبغِي أنْ تراعَى خاصَّةً في المدنِ الكبيرةِ التي تتطلَّبُ حركةً سريعةً في ظلِّ المتغيِّراتِ المتلاحقةِ، ومَا حالُ النّساءِِ المنتظراتِ حولَ أبوابِ ومداخلِ الأسواقِ عنّا ببعيدٍ؟!.
إنَّ المناداةَ بتقليصِ الوقتِ ما بينَ الأذانِ والإقامةِ دليلٌ علَى أنَّ هناكَ الكثيرَ من الممارساتِ السُّلوكيَّةِ الخاطئةِ على أرضِ الواقعِ تستغلُ بشكلٍ أو بآخرَ في شؤونٍ خارج مَا كانَ يؤمَّلُ عليهِ واضعُو التَّنظيمِ.
فلماذَا لا تعيدُ "الشُّؤونُ الإسلاميَّةُ" النَّظرَ في الزَّمنِ المحدَّدِ ليتماشَى مع مصالحِ النَّاسِ، خاصَّةً في الوقتِ الرَّاهنِ بعدَ أن تقاربَتِ المساجدُ، وارتهنَ النَّاسُ إلى وسائلَ حديثةٍ تقطعُ المسافاتِ وتقصّر عناءَ الذِّهابِ إليهَا!!
سألَ جابر بن عبدالله -رضيَ اللهُ عنهمَا- عن صلاةِ النبيِّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- فقالَ: ".... والعشاءُ: إذَا كثرُ الناسُ عجَّل، وإذا قلّوا أخّر".
وفي حديثٍ آخرَ:"أن رسولَ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- قالَ لبلال: "اجعلْ بينَ أذانكِ وإقامتكِ قدرَ ما يفرغُ الآكلُ من أكلهِ، والشاربُ من شربهِ، والمعتصرُ إذَا دخلَ لقضاءِ حاجتِهِ".
رسالةٌ إلى «الشُّؤونِ الإسلاميَّةِ»
تاريخ النشر: 10 يناير 2014 01:01 KSA
سعتْ وزارةُ "الشُّؤونِ الإسلاميَّةِ" لعملِ تنظيمٍ للوقتِ المخصَّصةِ بينَ الأذانِ والإقامةِ تعملُ بهِ الكثيرُ من المساجدِ بشكلٍ جيِّدٍ؛ ولكنْ أمَا آنَ الأوانُ أنْ تعيدَ الوزارةُ ترتيبَ ذلكَ التَّنظي
A A