Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

"السعودية" وأعضاء في الشورى.. وغياب المعلومة (1)

ليس لي من مصلحةٍ شخصية للدفاع عن إنجازات ناقلنا الوطني "السعودية"، ولكن ما جعلني أثير موضوع مقالي اليوم، هو انتقاد بعض أعضاء مجلس الشورى للخطوط السعودية من خلال معلومات غير دقيقة.

A A
ليس لي من مصلحةٍ شخصية للدفاع عن إنجازات ناقلنا الوطني "السعودية"، ولكن ما جعلني أثير موضوع مقالي اليوم، هو انتقاد بعض أعضاء مجلس الشورى للخطوط السعودية من خلال معلومات غير دقيقة.
فلا يُستغرب إذا تذمَّر "شخص ما" وأبدى استياءه من الخطوط بسبب الحجوزات، أو تأخُّر مواعيد الصعود والهبوط، أو قصور بعض الخدمات. لكن المستغرب أن ينتقد بعض أعضاء مجلس الشورى وتحت قبة المجلس الخطوط السعودية بمعلومات غير دقيقة، غاضين الطرف عن الإنجازات التي حققتها وتُحقِّقها "السعودية"، وما حصولها على جائزة إنجازات الأعمال العربية "أريبيان بزنس" عام 2013م إلاّ مُؤشِّر على تلك الإنجازات، حيث تم اختيار الخطوط السعودية "شركة العام"، كأفضل شركة طيران على منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال أدائها ونموها، وتم هذا الاختيار عَبر تصويت مُغلق من جهاتٍ مُحايدة، شارك فيه عدد من الخبراء والمختصين، عبر احتفال أقيم في مدينة دبي في 11 نوفمبر 2013 (جريدة المدينة عدد 18466)، وقد تسلَّم معالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس "خالد الملحم" الجائزة بحضور وزير الداخلية الإماراتي الشيخ "سيف بن زايد آل نهيان"، والسيد توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وعدد من الوزراء ورجال الأعمال، والجائزة لم تأتِ من فراغ، بل أتت استنادًا إلى الحقائق والإنجازات التي حقّقتها الخطوط على أرض الواقع من معدلات تشغيلية متنامية، وتحديث لأسطولها الجوي، وتطويرها للبنية التقنية، ومنظومة الخدمات، وشبكة الرحلات، وبرامج الخصخصة، وإعطاء الأولوية القصوى لإعداد وتأهيل الكوادر البشرية وفق أحدث المقاييس.
وبالرغم من حصول "السعودية" على الجائزة من جهةٍ محايدة، عَبر تصويت مُغلق شارك فيه عدد من الخبراء والمختصين، إلاّ أن بعض أعضاء مجلس الشورى قد غضّوا الطرف عن النمو والتطوير الجاري بالخطوط، والذي يشهد له الداني والقاصي، ولم يبحثوا عن حقيقة المعلومة، فاعتمدوا من خلال مناقشتهم توجيه انتقادات لا تمتُّ للحقيقة بصلَةٍ، وما تدخُّل معالي رئيس مجلس الشورى وتصحيحه لمداخلة العضو الدكتورة "زينب أبوطالب" -بشأن اتهامها للخطوط بالتقصير والتسبب في حادث طائرة المدينة، حيث قال معاليه: بأن الإهمال والتقصير الذي تبع الحادث ليس مسؤولية الخطوط بل الهيئة العامة للطيران، (عكاظ عدد 18529)- إلا دليل واضح على غياب المعلومة لدى بعض الأعضاء.
ننتقد الخطوط في مواضع كثيرة، وثمة قصور في بعض الخدمات يعترف به كبار المسؤولين بالخطوط، وعلى رأسهم المهندس "الملحم"، ولكن يجب أن نكون مُنصفين، ونُظهر الجانب الإيجابي -كما السلبي- إذا كان هناك إنجاز على أرض الواقع. فجميعنا يُرحِّب بالنقد ويُؤيّده إذا كان مبنيًّا على معلومات حقيقية، ويهدف للمصلحة العامة، أمّا إذا كان الانتقاد مبنيًّا على غياب المعلومة، بهدف المشاركة فقط وإظهار ذلك للإعلام فلا جدوى من الانتقاد.
جريدة المدينة في عددها رقم 18529 ص 17 نشرت ما تم خلال اجتماع مجلس الشورى، حيث وجّه الدكتور "عبدالله الحربي" عضو مجلس الشورى انتقادًا حادًّا أشار فيه إلى إخفاق السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة في استقطاب الكوادر الوطنية لسد العجز لديها. لاسيما أن الدولة زوّدت الخطوط بدفعات من الطائرات.
وأنا هنا أريد أن أُصحِّح لسعادة الدكتور عبدالله الحربي، أن تحديث أسطول "السعودية" كان من مواردها الذاتية، حيث اشترت الطائرات الـ69 عن طريق تمويل وقروض، ومازالت الخطوط مدينة لجهات التمويل، كما تُخطِّط الخطوط لشراء 35 طائرة بعد التوصل إلى أفضل الأساليب للتمويل (م. خالد الملحم جريدة المدينة 9 محرم 1435هـ).
أما بخصوص إخفاق "السعودية" في استقطاب الكوادر الوطنية من الطيارين خلال السنوات العشر الماضية، فكنت أتمنى من الدكتور عبدالله الحربي الاطلاع على ما جرى ويجري من مناقشات تحت قبة المجلس، حيث إن مجلس الشورى في إحدى جلساته "لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات" يجيب عن ما ذكره الدكتور عبدالله في انتقاده أن التوصية قد تحقّقت على أرض الواقع، حيث تعمل الخطوط ضمن خطة تطويرية على سعودة طاقمها من الطيّارين السعوديين، وقد أصبح لدى الخطوط السعودية 1400 طيار سعودي، كما تدعم الخطوط الطلاب السعوديين الذين يدرسون تخصُّص طيران على حسابهم الخاص، إلى جانب التعاون مع برنامج خادم الحرمين للابتعاث، وكان قد رفض مجلس الشورى في وقت سابق سعودة وظائف الطيارين (صحيفة نيوز لايف)، ناهيك عن فتح باب القبول لبرنامج الطيارين السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص وتنطبق عليهم الشروط والمعايير.
أما بخصوص الـ250 طيارًا الذين أكملوا متطلبات الترقية ولم يتم ترقيتهم، فكان لابد من التأكُّد -قبل توجيه هذا الاتهام- من شروط الترقية -كما هو جارٍ لدى الخطوط وشركات الطيران الأخرى- فالترقية ليست حقًّا مكتسبًا، ولكنها تعتمد على أمور عدة، كـ(الحاجة التشغيلية، عدد ساعات الطيران، الكفاءة، الشخصية).. علمًا بأن هذه المعلومة قد حصلت عليها من أحد الطيّارين.. وللحديث بقية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store