Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

“السعودية” وأعضاء في الشورى.. وغياب المعلومة (2)

أوضحتُ في مقال الأسبوع الماضي؛ أنه ليس لي من مصلحةٍ شخصية للدفاع عن إنجازات ناقلنا الوطني "السعودية"، وأكدتُ في حديثي على أننا (نُرحِّب بالنقد ونُؤيّده إذا كان مبنياً على معلومات حقيقية، ويهدف للمصلحة

A A
أوضحتُ في مقال الأسبوع الماضي؛ أنه ليس لي من مصلحةٍ شخصية للدفاع عن إنجازات ناقلنا الوطني "السعودية"، وأكدتُ في حديثي على أننا (نُرحِّب بالنقد ونُؤيّده إذا كان مبنياً على معلومات حقيقية، ويهدف للمصلحة العامة، أما إذا كان الانتقاد مبنياً على غياب المعلومة، بهدف المشاركة فقط، فلا جدوى من الانتقاد).
وأؤكد اليوم -مرَّةً أُخرى- على أنه ليس هناك أحد فوق النقد، لكن يجب أن يكون نقدنا هادفاً وبنّاءً، أما إذا كان النقد للانتقاص من جهود الآخرين فهذا غير مُنصف، ولاسيما عندما يكون هذا النقد صادراً عن جهة بحجم مجلس الشورى، وهو ما أثار دهشتي؛ خاصة وأن الخطوط السعودية قد حصلت على جائزة إنجازات الأعمال العربية "أريبيان بزنس" لعام 2013م كأفضل شركة طيران على منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال أدائها ونموها، وتم هذا الاختيار عَبر تصويت مُغلق من جهاتٍ متخصّصة ومُحايدة.
واليوم، سأُكمل حديثي عن ما دار في جلسة مجلس الشورى الموقر، التي انتقد فيها بعض الأعضاء أداء "السعودية".. حيث تساءل عضو المجلس "د.سعد مارق" قائلاً: إن تقرير الخطوط السعودية لا يعكس المؤشرات التي يتطلع إليها مجلس الشورى، إضافةً إلى أن عملية التخصيص نتج عنها 8 شركات، متسائلاً: ما هو دور تلك الشركات في دعم الخطوط السعودية؟.. مطالباً بإعادة هيكلة الخطوط.
نعم يا د. سعد، تقرير الخطوط لا يعكس المؤشرات التي نتطلع إليها جميعاً، حيث إنه لا يمكن تحقيقها إلا عندما يتم اكتمال الهيكلة وتخصيص جميع قطاعات السعودية، واكتمال أسطولها، وتأهيل وتدريب القوى الإدارية والفنية؛ بأحدث وسائل التقنية، وانتهاء تطوير وتحديث جميع المطارات، كون بعض مطاراتنا الآنية تقف عائقاً أمام التطوير، ناهيك عن أنها لا تسمح بزيادة الرحلات الداخلية (جريدة المدينة عدد 18542)، حينئذ يمكننا أن نحكم على أداء الخطوط وننتقدها، وطالما تسير خطوطنا الوطنية بخطط ممنهجة نحو تحقيق التطلعات بالنمو والتطوير، وحصولها على العديد من الجوائز في عام 2013م، فالأمر يتطلب من الجميع تقديم الدعم المعنوي لها، وإذا كان ثمّة ما يستدعي النقد فلننتقد؛ دون تجاهل الإنجازات كما جرى خلال تلك الجلسة.
وإذا تناولنا عملية تخصيص 8 شركات ودورها في دعم الخطوط السعودية، فلابد أن أشير إلى أن هذا التخصيص له دور مهم في تطوير وتحديث أسطول "السعودية"، حيث اعتُمد برنامج تخصيص قطاعات السعودية عام 2006 من قِبَل المجلس الاقتصادي الأعلى، وقد تم إعداد خطة إستراتيجية بذلك جارٍ تنفيذها (جريدة المدينة 27/3/1435هـ)، وبالإمكان الرجوع للصحيفة للاطلاع على المزيد.
وعن الفائدة التي جنتها الخطوط من التخصيص، فقد أجاب مدير عام العلاقات العامة الأستاذ "عبدالله الأجهر" على هذا السؤال في جريدة الاقتصادية عدد 7387، حيث قال: إن تخصيص بعض الوحدات ساهم في شراء أسطول الخطوط، وتطوير البنية التحتية التقنية، حيث إنها كانت متهالكة، وعملية التطوير تجاوزت المليار ريال، كذلك برنامج تحسين القوى العاملة كلّفنا أكثر من مليار ريال، وإذا لم تُخصِّص السعودية بعض قطاعاتها؛ لما أمكن تحقيق ذلك، ناهيك عن أنه تم هذا التخصيص في مرحلة كانت جميع الوحدات قطاعات صغيرة داخل المؤسسة، ولا يهتم بها المستثمرون، أما الآن فأصبحت قطاعات ذات قيمة عالية جداً، فشركة الخطوط للخدمات الأرضية تُحقِّق أرباحاً تتجاوز 600 مليون ريال، وكذلك التموين من 400 إلى 600 مليون ريال أرباح سنوية، وشركة الخطوط للشحن في نفس المعدل.
عضو آخر -لم تشر الصحيفة إلى اسمه- وكذلك العضو الدكتورة "زينب أبوطالب" شدّدا في مناقشتهما على أهمية السلامة، مشيرين إلى أنها متدنية بالخطوط، مستشهدين بحادث طائرة المدينة، وأكدا على أن هذا الحادث شاهد على الإهمال والتقصير مطالبين بالتحقيق، وهنا أرد بالقول بأنه قد تم الرد على ذلك من قِبَل معالي رئيس مجلس الشورى حيث أوضح أن الحادث لم يكن من مسؤولية الخطوط، والمهندس الملحم أعلن ذلك عبر وسائل الإعلام (جريدة الرياض عدد 16634).
عضو آخر -لم يُذكر اسمه- أشار إلى أن الطلب ينمو سنوياً بمعدل 12%، والخطوط في تقريرها السنوي ذكرت أنها لم تُلبِّ طلبات 1.5 مليون مسافر، وهو ما يستدعي التدخل لرسم خطة إستراتيجية تُلبِّي تنامي الطلب، ولو بحثنا هنا عن الإجابة لوجدنا ضالتنا في عدد جريدة المدينة رقم 18521، حيث صرّح معالي المدير العام أن الأداء التشغيلي للخطوط تضمّن نقل 14.700.079 راكباً على القطاع الداخلي بزيادة 516579 راكباً، وبنسبة زيادة بلغت 3.64 مقارنة بما تم نقله في 2012م، كما يشمل كذلك نقل 10.541.342 راكباً على القطاع الدولي مقارنة بما تم نقله في 2012 بنسبة زيادة بلغت 3.91، هذه الزيادة الكبيرة في معدل نقل الركاب تُؤكِّد النمو المتواصل في حركة النقل.
وفي النهاية أُكرِّر؛ أننا جميعاً مع النقد البنّاء، وليس هناك أحد فوق النقد، شريطة أن يكون هذا النقد موضوعياً ويستند إلى معلومات دقيقة، وأن يكون الهدف هو تحقيق المصلحة العامة، وليس -كما ذكرتُ آنفاً- لغرض المشاركة والظهور الإعلامي فقط.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store