Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جدة التاريخية.. وجمال مهرجاناتها

استمتع سكان مدينة جدة وزوارها في أيام إجازة نصف العام الدراسي الفائتة بفعاليات مهرجان جدة التاريخية والذي أقيم لمدة عشرة أيام في أجواء رائعة من متعة في التسوق إلى مُناخ معتدل جميل سمح للزائرين بالحركة

A A
استمتع سكان مدينة جدة وزوارها في أيام إجازة نصف العام الدراسي الفائتة بفعاليات مهرجان جدة التاريخية والذي أقيم لمدة عشرة أيام في أجواء رائعة من متعة في التسوق إلى مُناخ معتدل جميل سمح للزائرين بالحركة والذهاب والإياب وهم في قمة الاستمتاع بهذه التظاهرة الجميلة التي قضوها في إحدى محافظات بلادنا الجميلة هرباً من البرودة القارسة والأجواء العاصفة التي تمر بها العديد من الدول المجاورة والبعيدة.
جدة التاريخية هي واسطة العقد لمحافظة تمتد لأكثر من سبعين كيلاً على شاطئ البحر الأحمر، والتي تعتبر عروسه بدون منازع لجمال مكوناتها الطبيعية، ودماثة أخلاق سكانها، وتعاملهم الراقي مع الجميع، لذلك يفد إليها الكثيرون من أبناء هذا البلد من جميع مناطقه ومن دول الخليج العربية، ومن جميع دول العالم، فهي بحق مدينة الجذب السياحي لاستكمال مقوماتها السياحية من: فنادق فخمة، ومولات واسعة، وأجواء ماتعة، ومطاعم فاخرة، وكورنيش واسع وجميل، وخدمات متعددة تلبي احتياجات السائحين، فهي تعمل على مدار الساعة في معظم جنباتها، وبذلك اكتسبت منطقتها التاريخية التجارية العريقة هذا الزخم الحضاري من جمال لحاراتها وبيوتاتها ذات الطابع المعماري البديع، وتنوع محلاتها التجارية، وتمركز مصارفها العالمية القديمة، ونكهتها الجاذبة لكل من يزورها وينعم بقضاء سويعات بين شوارعها وأسواقها الضاربة في جذور التاريخ.
هذه هي مكتسباتنا وهذا جزء من حضارتنا القديمة الضاربة في أعماق التاريخ وهذه هي مدينتنا الجميلة التي يمتد تاريخها لآلاف السنين، فهي ليست من المدن البترولية النشأة، وليست من المدن حديثة التكوين، ولكنها مدينة راسخة شامخة تزهو بماضيها العريق، وتفخر بحاضرها المجيد، مما يدلل على حسن اختيار موقعها من الأقدمين، وأصالة سكانها وتعاملهم الراقي مع الزائرين، وحفاظهم على موروثهم الثقافي والحضاري الذي امتد لمئات السنين.
وعوداً لمهرجانها التاريخي الذي أقيم مؤخراً في مدينة جدة في شهر ربيع الأول لعام 1435 هـ (لأول مرة في تاريخ هذه المدينة العريقة) حيث تضافرت الجهود من الإمارة، والمحافظة، وهيئة السياحة والآثار لإقامة هذا المهرجان خلال أيام الإجازة والذي نال استحسان الجميع وأصبحت منطقة وسط جدة (البلد) مفعمة بالحيوية والنشاط الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والترويحي الترفيهي، الذي غمر جميع المرتادين للمنطقة بالسعادة وقضاء أوقات ممتعة حيث ترى الجميع مستأنسين بالتجوال بين بيوتها التراثية القديمة، والاستمتاع بمأكولاتها الشعبية، والتفاعل مع الألعاب الشعبية خاصة لعبة (المزمار)، وغيرها من ألوان التراث الشعبي القديم الذي نال إعجاب الجميع من: مواطنين، ومقيمين، وزائرين، وسائحين من مختلف دول العالم.
كم كنا نتمنى في أوقات سابقة أن يزور أبناؤنا وأهلونا هذه المنطقة المليئة بالتراث الحضاري القديم للتعرف على تاريخنا المضيء، وأننا أصحاب حضارة قبل ظهور النفط بآلاف السنين، وكذلك التعرف على حياتنا السابقة، وأين كان يسكن آباؤنا وأجدادنا؟ وكم كان يجهل أبناؤنا هذه الموروثات التي تشهد بعراقة هذه المدينة وأصالة أهلها.
وعندما تزور منطقة البلد تشعر بعبق التاريخ، وتستشعر أنك تعيش ماضيك التليد، وتحس بأن كل حجر زاوية موجود فيها هو أساس لقوة اقتصادية لهذه المدينة سادت ومازالت شامخة حتى الآن، من حيث تجارتها، وتنوع مصادر دخلها منذ فجر التاريخ، لذا يجب أن تسجل مدينة جدة ضمن المدن التراثية في العالم.
ولنا بعض الملحوظات التي لم تؤثر على جمال المهرجان ولكن من باب التحسين والوصول للأفضل في المهرجانات القادمة بإذن الله، وحتى تكون مهرجاناتنا أكثر تنظيماً وترتيباً لأننا نطمح بأن تكون السياحة في بلادنا عالمية المستوى، وذات جذب قوي بما تزخر به بلادنا من مكتسبات قد لا يوجد لها نظير في العالم لأن جدة بوابة الحرمين الشريفين لمكة المكرمة والمدينة المنورة. ومن هذه الملحوظات: عمل أكشاك للمعلومات وتعميمها على معظم أجزاء المنطقة؛ عمل (مطويات) للتعريف بالمنطقة المركزية وإبراز أهم موجوداتها؛ عمل خرائط تبرز أهم مراكز التسوق فيها؛ تنظيم حركة السير داخل المنطقة التاريخية وتوفير مواقف عامة للسائحين والزائرين؛ زيادة عدد سيارات الجولف لنقل كبار السن وأصحاب الاحتياجات؛ زيادة عدد المرشدين السائحين؛ زيادة عدد المأكولات الشعبية التي تميزت بها جدة؛ زيادة أعداد الكوادر الأمنية لمتابعة الحالة الأمنية ، وإن كانت الحالة الأمنية جيدة ولكنها تحتاج إلى دعم لكثرة أعداد الزوار؛ منع دخول السيارات لمنطقة المهرجان من جهة باب مكة وسوق العلوي؛ تشجيع حضور أهالي جدة القدامى كرموز يمكن الاستفادة منها في الشرح لبعض زوار المنطقة.
تحية شكر وتقدير لإمارة منطقة مكة المكرمة، ولمحافظة جدة، ولسمو رئيس هيئة السياحة والآثار ولجميع من شارك وأسهم في إنجاح هذا المهرجان الرائع، والشكر موصول أيضاً لجميع الشباب المشاركين في منظومة ( كنا كدا ) الذين عملوا بكل همة ونشاط وتقديم جلّ الخدمات وأجملها للزائرين والسائحين، وعملوا بروح عالية وأخلاق كريمة تجاه كل الموجودين، وكلهم متطوعون لم ينالوا ريالاً واحداً نظير خدماتهم الجليلة التي قدموها للزائرين، فشكرا لهم ولجميع القائمين على دعمهم لإنجاح مسيرة هذا المهرجان. كما نأمل أن تبقى هذه الفعاليات طوال العام ويزداد الاهتمام بها خلال الأعياد والإجازات القادمة بإذن الله. أدام الله الأفراح على بلادنا في ظل راعي نهضتنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store