Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أمانة جدة.. تصاريح البناء وإشكاليات أخرى (3)

تناولت في مقال الأسبوع الماضي، المشكلات التي قد تواجه المواطن أثناء استخراجه لرخصة بناء، وسأستكمل هذا الأسبوع، الإشكاليات الأخرى التي قد يعاني منها المواطن مع إدارة الرخص بالأمانة.

A A
تناولت في مقال الأسبوع الماضي، المشكلات التي قد تواجه المواطن أثناء استخراجه لرخصة بناء، وسأستكمل هذا الأسبوع، الإشكاليات الأخرى التي قد يعاني منها المواطن مع إدارة الرخص بالأمانة.
فقد واجه مدير رخص البناء بأمانة جدة المهندس "سعيد المالكي" سيلاً من الانتقادات من قِبَلي: كالتأخُّر في إصدار الكروكيات للأراضي وتصاريح البناء، التي تستغرق وقتًا قد يصل لأسابيع، وقد يمتد لشهور.
وقد اتُهمت الأمانة بأن بيئة العمل لديها تتمتع بالـ"بيروقراطية" كما أنها طاردة للاستثمار، وذلك نتيجة لتأخُّر إصدار تصاريح الأبراج السكنية والمولات والفنادق... وغيرها، وعند سؤالي عن تلك الاتهامات، قال المهندس سعيد: كل هذه الانتقادات نتقبَّلها بصدرٍ رَحِب، ولكنها تبتعد عن الحقيقة، فالجميع يظن بأن تأخُّر التصاريح سببه الأمانة، وهذا غير صحيح، فالتصريح القادم من المكاتب الاستشارية يمكث ثلاثة أيام في إدارة الرخص، ويعود بعدها بالرفض إذا كان مخالفا للأنظمة واللوائح، ويمكث لدى المكتب الاستشاري لحين تصحيحه، وإذا استطاع المكتب إنهائه في ساعة أو يوم؛ سيصدر التصريح حسب حجم المشروع، وهذا هو السبب الحقيقي لطول وقت استصدار تصريح البناء، والذي تتحمل مسؤولية تأخيره المكاتب الهندسية (التجارية)، في حين أن نسبة 40% من المكاتب الاستشارية تحرص على سمعتها من خلال التزامها بتقديم رخصة البناء مطابقة للوائح والأنظمة، وبالتالي يتم إصدار الرخصة لها في نفس اليوم، أما المشروعات الاستثمارية والأبراج السكنية وغيرها، فالتصريح لها يخضع -بجانب إدارة المشروعات الريادية- لجهاتٍ حكومية أخرى خارجة عن مسؤولية الأمانة.
ثم سألت المهندس سعيد عن كثرة تغيير شروط البناء، والسماح ببناء دور واحد للملحق بدل دورين، فردّ موضحًا أن ذلك يتم وفقًا لتوجيهات وتعميمات الوزارة ووفق اللجنة المُشكّلة، ولا دخل للأمانة فيه، فألحقت سؤالي بآخر عن الكروكيات، فقال: باعتباري مديراً سابقاً لإدارتها سأجيبك باختصار لإصرارك.
الكروكي ينظم الصك ويضع خطوطاً تخضع للتنظيم، والمكتب الهندسي يعتمد عليه في التصميم، إلا أن هناك تراكمات في الماضي أدت إلى التأخُّر في استصدار الكروكيات، منها: قلة الأيدي العاملة المدربة، والتي كانت لا تتناسب مع حجم العمل، حداثة الأنظمة، الإشكالية في ترجمتها إلى رسومات، طول فترة بقاء الكروكي في كتابة العدل للإفادة عن الصك، ثم بعد ذلك قد يأتي مكتملًا وقد يأتي ناقصًا، ورغم كل الإشكاليات الآنفة الذكر، إلا أن استصدار الكروكيات الجديدة باستخدام الإحداثيات أضحت دقيقة جدًا وفي صالح مالك العقار، ووصل استصدار الكروكيات في عام واحد إلى 15000 كروكي، فيما كان في الماضي لا يتجاوز الـ150 كروكي في عام من قِبَل المكاتب المساحية والباقي من البلديات.
كما أن الكروكيات الحديثة تصدر ونسبة الخطأ فيها لا تتجاوز 01.%، في حين كانت في السابق ثمة تجاوزات تؤدي إلى تداخلات في الملكية، حيث كان يدويًا سابقًا، والكروكيات أنواع، فهناك كروكيات داخل مخططات تقسيمية لا يتجاوز استصدارها 14 يومًا، وتصدر من البلديات الفرعية أو من إدارة الكروكيات، ويتم تقديمها للأمانة عن طريق المكاتب المساحية. أما كروكيات مخططات المنح فتصدر من إدارة الكروكيات التنظيمية تجنّبًا للازدواجية، وبخصوص مساحات الأراضي الكبيرة نضطر للاستفسار عنها من كتابة عدل وفقًا لتعليمات وزارة الشؤون البلدية، ولراحة المواطن ورفع المعاناة تم ربط كل الإدارات بإدارة الكروكيات، مثل إدارة المساحة، فحص الملكيات، المنح، التخطيط.. وذلك لسرعة الإنجاز.
وبسؤالي عن كيفية إرسال مخططات البناء إلى إدارة الرخص قال: إنها تُرْسَل إلكترونيًا من قِبَل المكاتب الاستشارية، والإدارة ملتزمة أمام المكاتب الهندسية بثلاثة أيام، حيث تدرس المعاملة حسب الأنظمة واللوائح، وترد الإدارة إما بالقبول أو الرفض، وبكل أمانة غالبية المكاتب الاستشارية مستواها جيّد وتخشى على سمعتها، والقليل منها مكاتب تجارية، نعاني معها أشد المعاناة، إلا أن الإشكاليات التي نواجهها مع تلك المكاتب التجارية تُحل بالتدريج.
وبسؤالي للمهندس "سعيد" عن نظام البناء، أجاب: بأن النظام متوفر كنصٍّ مكتوب في البوابة الإلكترونية، ولكن ترجمته إلى خرائط ورسومات تواجه إشكالية، فالتفسير من مكتب ومهندس إلى آخر؛ مختلف، فقلت له: وماذا تعملون لحل هذه الإشكالية؟ فقال: بدأنا بورش عمل مع المكاتب الاستشارية، وبدأنا بأنفسنا، حيث عقدنا ورش عمل بين مهندسي الإدارة مرتين في الأسبوع، نأخذ من كل مهندس؛ عينة عشوائية، ومن المكاتب الاستشارية؛ المخططات المرفوضة، ونتأكد من مطابقتها للنظام، ويتم جمع المهندسين عن طريق اللجنة الداخلية، ونعرض المخططات المرفوضة على الشاشة، ونتفق عليها، ثم نعمِّم ذلك على المكاتب، وإذا اكتشفنا أن هناك إشكالية في النظام، نتفق على بلورته ويُعمَّم على المكاتب، إلا أن هناك مكاتب استشارية تُكرِّر نفس الإشكالية، وعند ملاحظتنا لها نستدعيها، وإذا اكتشفنا أن كثيرا من المكاتب لديهم نفس الإشكالية نُوضِّحها ونُعمِّمها إلكترونيًا على جميع المكاتب، لعدم الوقوع في هذا الخطأ مرة أخرى، علمًا بأنه في اليوم الواحد تدخل الإدارة من 80 إلى 100 معاملة، وتعاد إذا كانت عليها ملاحظات، أما إذا لم تكن ثمة ملاحظات فيصدر التصريح في نفس اليوم.
وبسؤالي عن كيفية معرفتهم أن المخطط القادم من المكاتب الهندسية تجاوز الثلاثة أيام لديهم، أجاب المهندس سعيد قائلًا: إذا تأخرت المعاملة لدينا فنعلم ذلك عن طريق الحاسب، فإذا تجاوزت المعاملة يومين، فيظهر خطً أحمر. ويظهر خطً برتقالي ليومٍ واحد، والخط الأسود معناه أن المعاملة جديدة.
وفي النهاية.. اتضحت الصورة كاملة لي بأن التهم التي تُلصقها بعض المكاتب الاستشارية -ولاسيما التجارية منها- بإدارة رخص البناء بالأمانة لتأخُّرها في إصدار الرخص؛ بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store