Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

في القضية القطرية ..

المواقف القطرية الحالية لن تصيب جيرانها وباقي الدول العربية بالضرر بل أن الضرر الأكبر يقع على قطر ومواطنيها .

A A
المواقف القطرية الحالية لن تصيب جيرانها وباقي الدول العربية بالضرر بل أن الضرر الأكبر يقع على قطر ومواطنيها . فالجماعات الإرهابية بمختلف المسميات وعلى رأسها ( الإخوان المسلمون ) ، ومجموعات " الحقوق" بتعدد أصولها ، أوروبا وأميركا ، والقنوات التلفزيونية ، ومن ضمنها ( الجزيرة) ، وغير هؤلاء ممن تقوم السياسة القطرية في الوقت الحاضر على تمويلهم ورعايتهم ، سوف ينعكس شرهم إن آجلاً أو عاجلاً على الداخل القطري ويحول البلد إلى خرابة كبرى ، كما جرى تحويل ليبيا الغنية بثرواتها المعدنية إلى شراذم تتقاتل فيما بينها ،ومثلما نجح الإرهابيون بمساندة حركات المجتمع المدني ، الناشطة بتمويل قطري في بث العنف الوحشي والكراهية بين العرب ، مسلمين وغير مسلمين ، وبتوجيه إضافي من العجم ، الإقليميين والدوليين ، بهدف تمزيق الأوطان العربية والتشكيك لا في الحكومات القائمة فحسب بل في حق الأوطان بالبقاء موحدة ، والسعي لتمزيقها .
الضرر الذي تسببه المواقف القطرية بإصــــرارها على مواصلة دعم الحركات الإرهابية أكبر من حــجـم قطر وقدراتها ، فهي وإن كانت تملك المال لتمويل أنشطة هـــــذه الحركات ورعايتها ، إلا أنه لا تتوفــــــر لديها القدرة على إدارة الأزمة التي
تتسبب بها . ويذكرني هذا بفيلم هزلي شاهدته منذ فترة طويلة، ويحكي قصة خيالية عن أمارة أوروبية تعاني من صعوبات اقتصادية جمة ، ولا تجد تقديراً من جيرانها الأثرياء ، وفشلت في الحصول على مساعــــدات
من المنظمات الدولية وأمريكا ، ويتم إستدعاء رجـــــال السياسة فيها للاجتماع بحثاً عن حلول لاقتصادها السيىء ، فيطرح أحــد الحاضرين اقتراحاً على المجتمعين بأن تقوم الأمارة بإعلان الحرب على الولايــــــات المتحدة الأمريكية ، ويصاب الجميــع
بالدهشــة ويتساءلون عن سر هــــــــذا الاقتراح الغريب ، لأن أمريكا القوية ستهزم بالتأكيد قـــوات الإمــــــارة شــــر هزيمة ، ويرد صاحــــــب الاقتراح أن هـــذا هو المطلوب ، فعندما يهزمون الإمــــــــــارة سيقوم الأمريكيون باحتلالها ، وسيــٍـؤدي
ذلك لتحمل المحتلين مسئولية تحسين اقتصاد الإمارة وإخراجـــــها مــــن وضـــــــع الإفلاس الذي تعانيه . وأعجبت الفكرة الحاضرين وتســــاءلــــــوا عن كيفية تنفيذ الفكرة ، وكان الاقتراح تجهيز فرقة عسكرية تبحر إلى أمريكا لإحتلالها .!!
ومن طرائف الفيلم أن الإمـــارة جهزت سفينة شراعيــة قديمة ، حسـب إمكانياتها المالية ، وأقامــــــــت عليها قائداً عسكرياً ( مثّل بيترسلرز دور القائد ) أبـــحـر إلى نيويـورك التــي كانت تجري فيها ، عندمــــــــا وصلت سفيــنـة الإمـــــارة ، تجربة
مواجهة هجوم نووي صاروخــــي بإطلاق صفارات الإنذار وتوجيـــــه الناس إلـــى المخابيء ، وكانت الشـــــوارع خالية من المارة والسيـــارات ، فأنطلق الغزاة بشكل عشوائي إلى مبنى تجـري فيه أبحاث لقنبلة نووية، وأخــــــــذوا القنبلة إلــى سفينتهم
وعادوا بها إلى بلادهــم ، وعندما انتشر خبر حصولهم على قنبلة نووية ، ســـــارع الأمريكيون والروس ( الإتحاد السوفيتي حين إخـراج الفيلم ) لإستعادة القنبلة منـــهـم حماية لهم من أن تنفجر فتدمرهم ومعهم أوروبا .
وما تفعله قطر بنفسها لا يقل عن تبنيها قنبلة نوويـــــة ، لا تستطيع التحكم بها أو احتواء خطرها ضد بلدها . فسلاح الإرهاب ذو حدين وأكثر من إتجاه ، ومــــــــن الغفلة الإعتقاد بأن منح الإرهاب وإعلامه المال والمأوى سيـؤدي إلــــى حماية قطر من أخطاره بل إن تبني أي دولة للإرهاب إنما هو قنبلة موت بالنسبة لها .
مطلوب وبشدة الحكمة في معالجة أزمة قـــطــــر مع نفسها ، فأشقاؤها في الخليج لا يرغبون في أن يفقدوها ، أكان بإنجرافها إلى سياسات مراهــــقــة باللعب بالنار ، أو الإستسلام لإغراء دول أكبر منها وأكثر دراية سيــــــاسية تعطيها الإنطباع بأنها
ستوفر لها الغطاء الحامي من الإرهاب وتوابعه .. فالأمان الحقيقي هو داخـــل البيت الخليجي ، كما هو عليه اليوم بحسناته وسيئاته ، خاصة في هــــذه المرحلة الخطيرة التي تواجه المنطقة تدخلات أجنبية تسعى لإعـــــــادة رســم خريطة المنطقة بكاملها
سياسياً وجغرافياً . والحكمة مطلوبة هنا من كل طرف من أطــــــراف الأزمة التي أوقعت قطر نفسها فيها ، حماية لقطر وباقي الجسم الخليجي مــــن مخاطر المرحلة الحالية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store