Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما دام حيا

شنت بلدية جدة الجديدة مؤخرًا حملة شعواء بل وضارية على المطاعم ومنافذ بيع الأغذية/ الأطعمة الجاهزة والتي عادة ما تكتظ عند الظهيرة وفي المساء بالزبائن الذين يتضورون جوعًا ويتوقون إلى لقمة سائغة يلتهمونه

A A
شنت بلدية جدة الجديدة مؤخرًا حملة شعواء بل وضارية على المطاعم ومنافذ بيع الأغذية/ الأطعمة الجاهزة والتي عادة ما تكتظ عند الظهيرة وفي المساء بالزبائن الذين يتضورون جوعًا ويتوقون إلى لقمة سائغة يلتهمونها فرادى أو جماعات بغية هزيمة العدو الكافر "الجوع" تتيقن أنما يقدمون عليه بحسن نية إنما يمثل الزج بصحتهم في أتون خطر أكر وأطم يدفعون ثمنه من صحتهم اللي ماهي ناقصة لكي لا نقول على "حركرك".. ولو قرأ المترددون على المطاعم تفاصيل الدراسة التي قدمت لوزارة الشؤون البلدية والقروية مؤخرًا والتي أبانت عن عدم صلاحية (92%) من المطاعم السعودية في مختلف مناطق المملكة لأسباب من أهمها عدم الاهتمام بالنظافة العامة واعتماد كثير منها على عمالة لا تحذق الصنعة أو غير مدربة على هكذا عمل.. وتمضي الدراسة قدمًا في إيلام القارئ الحصيف بالقول: إن هناك أكثر من 55% لا يحملون شهادات صحية تفيد بصلاحيتهم لهذا العمل أي خلوهم من الأمراض السارية والوبائية ومما يزيد الطين بلة وبحسب الدراسة إياها أن 22% من الذين يعملون في المطاعم ويتعاملون مع الطعام يأتون من مهن أخرى عمال نظافة سباكين يعني "كفتجية"!!..
ثمة أسئلة يمكن طرحها هل المترددون على هذه المطاعم ينقصهم الوعي؟! أم هل أنهم واقعون تحت طائلة المأثور من القول "مليها خروق تروق" أو "البطن مقبرة ما ترد ميت"؟!.
أوضاع المطاعم بائسة جدًا والحاجة إلى ادارة رقابة صحية صارمة ما برحت قائمة ولا يمكن الانتظار حتى العام المقبل لكي تتفضل وزارة الشؤون البلدية والقروية بتطبيق شروط جديدة تحمي المستهلكين.
وما قام به رئيس بلدية جدة الجديدة المهندس العجمي يندرج تحت طائلة مسؤوليته والذي بادر مشكورًا بمداهمة مطاعم ومنافذ بيع كنا نظنها نظيفة وآمنة يراعي المستثمرون فيها الخوف من الله، لكن تبين لنا أن هاجس الخوف من الله في منأى عنهم فلذلك تراهم سادرين في غيهم ولدي سؤال أخير يتعلق بالمطعم الشهير في حي الحمراء الذي أغلق لمخالفاته وفساد محتوياته من اللحوم كيف استطاع أن يعاود نشاطه بعد أقل من 24 ساعة.. لقد ساورني الشك كثيرًا فالمخالفات التي قرأنا عنها لا يمكن تسويتها في أقل من يوم أوليس في الأمر "إنَّ"!!.
نتمنى من رئيس بلدية جدة الجديدة مواصلة هذا الجهد وأن يكون هناك "مفتش" صحي يزور هذه الأماكن مطاعم ومقاهي وبوفيهات على مدار الأسبوع وعلى وجه الخصوص في الإجازة الأسبوعية وخارج أوقات الدوام. في أسبوع مضى كنت في شارع صقر قريش وشاهدت حادثتين مقززتين في مطعمين متجاورين أذ ألفيت مجموعة من العمال يحملون أسياخ الشاورما من سيب جانبي إلى المطعم وقد لفت في أكياس زبالة سوداء في اعتقادي أنها تحتوي في مكوناتها على مادة "الديكوسين".. والمطعم المجاور ينقل صواني مليئة بالحمص ومعجون الطعمية، السلطة الخضراء، والطحينة السائلة ويحملونها في شنطة سيارة عليها لوقو المحل، أيما شخص شاهد ما شاهدت لن يأكل من تلك الأشياء ما دام حيًا..
* ضوء (التأجيل سوسة تنخر في رأس الهمة، فلا تؤجِّل ولا تسوِّف)
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store