Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وأقبل شهر الأمطار “إبريل”

أثبتت السجلات المناخية لأكثر من 60 عاماً ( دورتين مناخيتين تقريباً) أن شهر إبريل هو من أكثر الشهور مطراً على المملكة لأنه يخضع للمنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط والتي تغطي معظم أجزاء المملكة

A A
أثبتت السجلات المناخية لأكثر من 60 عاماً ( دورتين مناخيتين تقريباً) أن شهر إبريل هو من أكثر الشهور مطراً على المملكة لأنه يخضع للمنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط والتي تغطي معظم أجزاء المملكة من معظم جهاتها حتى يصل تأثير أمطاره إلى عمق منطقة عسير في الجنوب، التي قد تتحول أحياناً إلى سيول جارفة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على المناطق التي تجتاحها هذه المياه، ولعل من أبرزها سيل يوم الأربعاء في إبريل عام 1975م، والذي كانت أمطاره عامة وشاملة لمعظم أجزاء المملكة.
معظم أمطار المملكة شتوية – ربيعية وتبدأ تقريبا من ( 15نوفمبر حتى نهاية شهر إبريل)، ولكن هناك الجزء الجنوبي الغربي من المملكة أمطاره صيفية والذي يخضع لسيطرة منخفضات البحر الأحمر ومنخفض السودان، والضغط المرتفع المتمركز على المحيط الهندي وتأثيرات رياحه الموسمية الصيفية التي تسقط أمطارها في شهر أغسطس على مرتفعات منطقة جازان حيث تواجهها جبال بني مالك، والريث، وجبال فيفا.
إذن، ما أذا اعددنا لهذا الشهر الذي يتميز بتقلباته المناخية وعدم استقرارية أجوائه؟ ما الاحتياطات التي أخذتها الجهات ذات العلاقة مثل أمانة محافظة جدة وفرق الدفاع المدني لمواجهة سقوط الأمطار الغزيرة والفجائية التي ربما حدثت خلال هذا الشهر؟ ما دور الرئاسة العامة للأرصاد في دقة رصد المتغيرات المناخية لشهر ابريل ومتابعة الأيام المطيرة التي تمر فيه؟
كميات التساقط في هذا الشهر تتأرجح بين سنة وأخرى، فتارة تكون غزيرة وأخرى تكون قليلة، وأحياناً عديمة الجدوى ولا ينتج عنها أي جريان سطحي، علما بأن أمطار نطاقات الأراضي الجافة معروفة بالعشوائية وعدم الانتظام، ولكن إذا هطل المطر فيها يمتاز بالغزارة وشدة التهاطل وربما يُحدث سيولاً جارفة تفوق كل التوقعات.
لنا رجاء في أجهزة الدفاع المدني وقطاعاته المختلفة بأن يستعد للأيام المقبلات التي يتوقع فيها هطول أمطار غزيرة بإذن الله ، كما نأمل من إدارة تصريف مياه الأمطار والسيول بإمارة منطقة مكة المكرمة، وكذلك أمانة محافظة جدة أن ترفع جاهزيتها لرفع مياه الأمطار من الشوارع بعد تكدسها كما هو كائن في كل عام، إلى أن يتم عمل شبكات تصريف لمياه الأمطار التي عفا عليها الزمن ولم تنجز حتى الآن.
الله نسأل أن يجعلها أمطار خير وبركة ، وأن يجعلها سقيا رحمة لا سقيا عذاب، وأن يعم بنفعها البلاد والعباد، وقد يمر علينا شهر ابريل بدون أمطار ولكن هذه توقعاتنا كما هو مرصود في السجلات المناخية لفترة زمنية كافية لوضع التنبؤات، والأمر كله مرجعه لمشيئة الله، ولكن الاحتياط واجب وأخذ الحيطة والحذر من واجبات المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: " اعقلها وتوكل" أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store