Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

البشكة

استوقفني ما خطّه يراع الزميل الكاتب في جريدة الاقتصادية علي الجحلي والموسوم بـ»ديوانية الحي» ج-الاقتصادية العدد «7480» الصادر في يوم الجمعة «4/4/2014» الذي تجوهر في مجمله حول كارثية غياب التواصل الاجت

A A
استوقفني ما خطّه يراع الزميل الكاتب في جريدة الاقتصادية علي الجحلي والموسوم بـ»ديوانية الحي» ج-الاقتصادية العدد «7480» الصادر في يوم الجمعة «4/4/2014» الذي تجوهر في مجمله حول كارثية غياب التواصل الاجتماعي النوعي بين سكان الحي الواحد، مما يعني أن السكان في الحي وربما في الشارع الواحد لا بل وفي البيوت والمنازل المتجاورة علاقتهم لا تتجاوز المستوى الأفقي، أي التحية والسلام العابر، مما يحول دون تحوّل تلك العلاقة الأفقية إلى علاقة رأسية فيها من العمق ما يؤدي إلى الألفة التي تعدّ بمثابة مفتاح العلاقة الاجتماعية السّوية، وإن كان الكاتب قد تفاجأ بقصة البحث عن بيت «أبى سعود» الذي لم يعرفه أو يستدل عليه خمسة من جيرانه، فلديّ مفاجأة أطمّ، ففي إحدى مناسبات العزاء سأل أحدهم من يُجاوره في كراسي العزاء عن المُتوفى، فقيل له: إنه فلان، فقال: أين يسكن؟! فقيل له في المجموعة (4)، وتبيّن للسائل أن المتوفى يسكن في ذات العمارة التي يسكن فيها السائل!!! لقد أصيب السائل بالذهول عندما علم أن المتوفى هو «أبوهاشم» الذي لا يعرف للأسف اسمه الكامل «كذا الجيرة ولّا بلاش». بعد أن فرغت من قراءة مقال «ديوانية الحي» راجعت تعليقات القراء على موقع الجريدة فألفيتها جميعًا تندب ما وصلت إليه العلاقات الاجتماعية وخاصة علاقة الجوار التي جار عليها الزمان على نحو مريع، فين كنّا؟ وأين أصبحنا؟ أين منّا الوصية بالجار الذي أوشك أن يصير وريثاً.. والجار ولو جار، والجار قبل الدار!!، في سنوات الطفرة التي خلت ذهب أحدهم كشاهد مع أحد جيرانه للمحكمة، ولم يكن يعرف اسم جاره بالكامل عدى كنيته، وهو يُدوّن شهادته قال: إن أبي سامي هو الوريث... إلخ، فقال القاضي: من هو؟! فقال يا شيخ ما أعرف اسمه، وكاد الشاهد أن يُسجن آنئذٍ، فهو بمثابة شاهد زور!!
وعودا على بدء «ديوانية الحي»، فقبل عقد من الزمان أو يزيد قليلا انبثقت فكرة «مراكز الأحياء» من منطقة المدينة المنورة، وبُدئ في تنفيذها هناك، ثم انتقلت الفكرة إلى منطقة مكة المكرمة لاحقاً، وبُدئ في تنفيذها إلا أنه يبدو أن الحماس لهذه المراكز قد خبت جذوته وتراجع الاهتمام بها أو أنها تاهت في دهاليز البيروقراطية!! ونتمنى أن يُعاد النظر في هذه المراكز ودعمها وتعميمها على أحياء المدن كافة، لكي تكون أماكن تجمّع حضارية يلتقي فيها سكان الحي في المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية وأن تكون مشرعة الأبواب أمام الطيف العمري المختلف، وأن تكون متنفساً وبؤرة صهر اجتماعي يُعمِّق العلاقات ويُمتِّن الأواصر بين روادها، ويرتقي بنوعية الحياة الاجتماعية للصغار والكبار، رجالاً ونساءً في إطار عاداتنا وتقاليدنا الموروثة.. عودة إلى أيام البشكة* والدكة، المركاز والمقعد.
* البشكة تعني المجموعة = (Group)، والآن أصبح لدينا بشكة رقمية (WhatsApp).
* ضوء:
( تلاحم الجار لا تلاحم الجدار) أبوعبدالعزيز، من تعليقه على ديوانية الحي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store