Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الذكرى الخمسون للعقاد في أسوان

حضرت طرفاً من الاحتفال بالذكرى الخمسين للعقاد في أسوان يوم الثلاثاء 24/5/1435هـ، 25/3/2014م وقد احتوت على نشاطات كثيرة متعددة المواقع، منها أمسية شعرية تتابع فيها الشعراء على قراءة عدة قصائد من شعر ال

A A
حضرت طرفاً من الاحتفال بالذكرى الخمسين للعقاد في أسوان يوم الثلاثاء 24/5/1435هـ، 25/3/2014م وقد احتوت على نشاطات كثيرة متعددة المواقع، منها أمسية شعرية تتابع فيها الشعراء على قراءة عدة قصائد من شعر العقاد، ومنها ندوة في المركز الثقافي في أسوان من ضمنها محاضرة بعنوان: (الملك عبدالعزيز في شعر العقاد) للزميل الدكتور محمد الربيّع، وقد حفلت الندوة بحوارات حول فكر العقاد، ومما وزع فيها كتيب بعنوان: "العقاد سيرة عملاق" وكتيب "عباس محمود العقاد: خمسون عاماً من الحضور المتجدد"، وأعيد طباعة كتاب: "اللغة الشاعرة" للعقاد الذي آمل أن يقرأه كل محب للغة الخالدة في زمن الانقضاض عليها من القريب والبعيد، ومن الكتب الموزعة كتاب "المرأة في أدب العقاد" لأحمد سيد محمد، وهو في أصله رسالة علمية.
قرأت في كتيب "العقاد سيرة عملاق" أنه "ورث عن أمه اعتدادها بنفسها وصلابة موقفها وثباتها على المبدأ"، وأدركت أن صلابة العقاد على مبادئه يعود لهذه التربية، وصدقت عبارة وراء كل عظيم امرأة، ويكفي هذه المرأة الصلبة أن ولدت وربَّت هذا العملاق الذي صمد بقوة لكل عوامل الزحف على الثقافة واللغة في زمانه، وهذه الأم قدوة للأمهات في أنهن يصنعن الرجال ليس بالتغذية في أرحامهن بل بتغذية الفكر والأصالة.
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
من الحوارات في الندوة دار حوار حول العقاد وطه حسين، ولماذا عُني الغرب بطه حسين، وكتب عنه وعن سيرته "الأيام"، ولم يُعنَ بالعقاد مع أنه مثله قادم من الصعيد، وشق طريقه الثقافي بعصامية، وألّف في سيرته كتاب "أنا"، مع أنه كتبه مقالات جُمعت بعد وفاته، وقد ذهب المتحاورون في عدة مسارات في تلمس الأسباب، لكنهم تجاهلوا شيئاً مهماً وهو انجذاب طه حسين لثقافة الغرب والترويج لها، ووقوف العقاد بصلابة منتمياً لثقافته العربية، معتداً بأصالته غير منجذب إلى التأثر بالآخر إلا في المشترك الثقافي الذي اطلع عليه، وأفاد منه بإجادته للغة الإنجليزية، واقتطف من كتيب "العقاد سيرة عملاق" هذا المقطع: "خاض معارك فكرية في مجالات عديدة، تبنّى فيها الميل إلى الأصالة، ونبذ الأفكار المتطرفة: ففي الأدب خاض معركة ضد التشويه المتعمد باسم منهج اللا معقول أو الحداثة، وفي الفنون خاض معارك ضد العبثية وما يسمى بالتجريد، وفي السياسة حارب المذاهب الجديدة كالماركسية والرأسمالية، وفي الفلسفة ناهض المذهب الوجودي، وفي التاريخ الإسلامي خاض معارك ضد تشويه سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وتاريخ صحابته، ونظام الحكم الإسلامي".
العقاد عملاق حتى فيما كُتب عنه، فقد زادت المؤلفات التي صدرت عنه عن 22 كتاباً، أما الرسائل الجامعية عن أدبه وفكره فبلغت (33) رسالة جامعية، ومازال العقاد حاضراً بفكره الذي سيبقى إلى قيام الساعة ومن يطلع عليه الآن يرى أن العرب بحاجة إليه في مرحلتهم التاريخية الراهنة، وهكذا يكون المفكر المصلح يموت جسماً ويبقى فكراً منيراً، رحم الله العقاد وشكراً لكل من ذكَّر بالعقاد وفكره في ذكراه الخمسين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store