Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اليتيمة .. وزواج المسيار..!!

u0627u0644u064au062au064au0645u0629 .. u0648u0632u0648u0627u062c u0627u0644u0645u0633u064au0627u0631..!!

المغامرات غير المحسوبة التي تَقْدم عليها بعض الجهات ذات العلاقة بالبنية الاجتماعيَّة لهذا الوطن؛ فضلاً عمَّا سواها من بنيات الوطن يصعب السُّكوت عليها لِمَا لها من أثرٍ كبير في العاجل والآجل.

A A

المغامرات غير المحسوبة التي تَقْدم عليها بعض الجهات ذات العلاقة بالبنية الاجتماعيَّة لهذا الوطن؛ فضلاً عمَّا سواها من بنيات الوطن يصعب السُّكوت عليها لِمَا لها من أثرٍ كبير في العاجل والآجل.
ومن أبرز تلك (المغامرات) على سبيل المثال هذا التَّصريح المنشور في صحيفة "مكة" القائل بأنَّ "الشُّؤون الاجتماعيَّة لا تمانع من تزويج الفتيات اليتيمات مسياراً بشرط موافقتهن"!!
ولا يغيب عن عاقلٍ أُوتي شيء من الحكمة أنَّ زواج المسيار قضيَّة شائكة ومعقَّدة لا يخلو المتعاطي معها من أساليب التَّحايل المقيت الذي أربأ بالوزارة أن تدخل طرفًا فيه وهي في أساسها قائمةٌ على معالجة البنية الاجتماعيَّة وما يعتورها من خلل، فما بالكم وهي تقحم نفسها في قضيَّة شائكة متعدِّدة الأطراف وغير متناهية، في ظلِّ الكثير من الدِّراسات الكاشفة عن سَوءة هذا النَّوع من الزَّواج ومآلاته القبيحة على الفرد؛ فضلاً عن المجتمع حتَّى وأن احتمت الوزارة بشرط الموافقة!
إنَّ "البنت اليتيمة" تبقى يتيمة بمفهوم اليتْم من فقدان الأبوّة، وغياب المشورة المخلصة، والاضطلاع بالمهام؛ ناهيك عن الاحتواء والتَّربية وما سواهما من مسارات الحياة ومنغصاتها المتتالية خاصَّة في هذا الزَّمن المختل في كلِّ معاييره وأقيسته ومبادئه، فإذا كانت الوزارة (تعبت) من حمْل همِّ هؤلاءِ المسكينات المنكسرات فلتسعَ نحو البحث الجادّ لحلِّ مشكلاتهنَّ بعد أن تسارعت وتيرة الانفلات الأخلاقي وعصفت به مسارب الحياة، بدلاً عن أسلوب التَّمحل بشرط الموافقة والسعي نحو الطُّرق الملتوية!!
إنَّ على وزارة الشُّؤون الاجتماعيَّة وهي معنيَّة بهكذا قضايا أن تتأمَّل جيَّدًا أنَّ من معاني اليتم (الفقد)؛ الفقد بمعناه الواسع، وما يندرج تحته من آلام الانكسار، وآلام الحزن، وآلام الاغتراب.
في دراسة بحثيَّة بعنوان" زواج المسيار ودوافعه الاجتماعيَّة والنَّفسيَّة" لكلٍّ من الأستاذة الدكتورة سلوى الخطيب، والدكتورة هناء الصقير تشي أنَّ زواج المسيار وإن كان يحقِّق مصالح لكل من المرأة والرّجل إلاَّ أنَّ تلك المصالح في الغالب مصالح آنيَّة وقتية أجلها قصير".
وتؤكِّد الدِّراسة "أنَّ قضية زواج المسيار هي مسئوليَّة مشتركة على الأسرة والدَّولة، وذلك لما يترتَّب عليها من انحلال أخلاقي وغياب الوازع الدِّيني واستغلال لظُّروف المرأة وما يترتَّب عليها من هدر لحقوق الأطفال عندما يتنصل بعض الرِّجال عن القيام بمسئولياتهم نحوهم، وهدم بعض الأسر نتيجة لانغماس بعض الرِّجال في ملذَّاتهم وعدم قيامهم بمسئولياتهم كآباء".. وتعتقد الدِّراسة "أنَّ المسئوليَّة الكبرى تقع على عاتق المؤسسات الاجتماعيَّة والدِّينيَّة التي لم تقدر خطورة هذه الظَّاهرة على البعد الاجتماعي، ولم تقدِّر مخاطر شيوع الانحلال الأسري على التَّماسك المجتمعي وعلى الفوضى الاجتماعيَّة التي ستسود المجتمع إذا ما أصبح المسيار هو القاعدة والزواج الرَّسمي هو الاستثناء".
وفي ذات السَّياق تكشف رسالة ماجستير تحت عنوان "اتجاهات المرأة السعودية العاملة نحو زواج المسيار" أعدَّتها الباحثة في قسم الدراسات الاجتماعيَّة أسماء الصبار، ضمن كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لأبحاث الأسرة؛ أنَّ 88% من النساء يريْن أنَّ زواج المسيار ينتج آثارًا سلبيَّة على المرأة، كما أنَّ 83% يريْن أنَّ المرأة عرضة للطَّلاق أكثر من الزواج العادي؛ فضلاً عن كونه زواجاً لتلبية رغبات الرَّجل وذلك بنسبة 85% من دون تحمل أي مسؤولية تجاه المرأة!!
... وبعد فهل من مدَّكر..؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store