رغم مواكبة السيدات السعوديات الدائم لأحدث صيحات الموضة في عالم الأزياء إلا أن هناك عودة لافتة إلى الأزياء التراثية القديمة، إما حنينًا إلى الأصالة، وتعبيرًا عن التمسك بعبق الثراث التقليدي والفلكلوري وحفظًا على الهوية السعودية، أو بحثًا عن لفت الأنظار لتميزها عن الأزياء الحديثة. وقد أصبح دارجًا ارتداء السيدات والفتيات من الأجيال الجديدة للزي التراثي التقليدي في المناسبات المختلفة.
تقول ريم عسيلان، وهي مصممة أزياء تراثية من المدينة المنورة، ولها باع وخبرة في حياكة أنواع متعددة من الأزياء الحجازية القديمة: إن حياكة وتفصيل الملابس الحجازية هو هواية وشغف قديم لدي، لحبي للماضي والأشياء التراثية القديمة التي تذكرني بأجدادي ومعاصرتي لهم ولعاداتهم وتقاليدهم الجميلة، وقد ورثت أصول حياكة الأزياء الحجازية من والدتي وتطورت خبرتي مع مرور السنوات.
تقليد النجمات
وعن رأيها في الموضة وذوق السيدات السعوديات قالت: هناك الكثير من السيدات وخاصة الفتيات الشابات تهوى تقليد النجمات والمشاهير في الموضة والازياء، فالسيدات يتابعن بشغف النجمات العربيات مثل مريام فارس ونجوى كرم وأحلام من خلال التلفاز، ويحاولن تقليدهن في ملابسهن وأزيائهن، ولكن أرى أن لكل مرأة جمالها الخاص وما يناسب سيدة قد لا يناسب أخرى، لذا أرى أنه على السيدة الابتعاد عن التقليد وارتداء ما يتناسب مع جسدها وتقاليد مجتمعها.
وعن إقبال الفتيات على الزي الحجازي التقليدي، قالت: أصبحت هناك موضة ارتداء الملابس التراثية الحجازية مثل المحرم والمدورة والكرته والزبون والمديني وسلطانة المجلس ودرفة الباب، وذلك في الحفلات والمناسبات الخاصة والتقليدية أو حفلات الشعبنة وليالي الغمرة والأعراس، وتعتبر الشابات هن الأكثر طلبًا لهذا النوع من الأزياء بحثًا عن التميز ولفت الأنظار في المناسبات.
وأضافت: لا تعد الشابات فقط الأكثر إقبالا على الأزياء الحجازية، ولكن هناك أيضًا الأطفال في المدارس، فقد أصبحت موضة ارتداء الأطفال الزي الحجازي سواء في المناسبات والحفلات المدرسية أو الجنادرية وغيرها.
طقوس خاصة
وعن أنواع الملابس الحجازية تقول: تتنوع الملابس الحجازية بين ملابس افراح وأعراس وملابس يومية تقليدية، وهناك عدة أنواع مختلفة من الأزياء الحجازية منها المديني وسلطانة المجلس وصدر المحل والزبون والمنثور ودرفة الباب، وتشترك معظمها في ارتدائها مع الكرتة والمحرمة والمدورة والسروال والسديري.
موضحة أن الملابس الحجازية لها طقوس خاصة لارتدائها وهو ما تعلمته من والدتي وعاصرته مع جدتي وكثير من السيدات تجهلها، فالملابس القديمة والتراثية لها طريقة خاصة وعادات توارثتها الأجيال، وأرى أنه لابد من الحفاظ على التراث الحجازي وتوثيق الزي وتقاليده المتعارف عليها في متحف أو غيره لتوريثة للأجيال القادمة.
الأعراس والمناسبات
وعن الطلبيات التي ترد إليها تقول إن أكثر الطلبات تكون لفساتين الأعراس الحجازية أو لأزياء تناسب مناسبات واحتفاليات تقليدية تراثية مثل الجنادرية واليوم الوطني.. مؤكدة رفضها إدخال أي تطوير أو تعديل على الزي الحجازي التقليدي خوفًا من تشويهه أو طمس ملامحه المتعارف عليها، كما ترفض خياطة وتفصيل الملابس والأزياء العارية أو الأزياء التي تراها لا تناسب السيدة التي ترغب في تصميم معين. وعن رأيها في ذوق المرأة الخليجية ومواكبتها للموضة قالت: لا شك أن المرأة الخليجية والسعودية بشكل خاص لها ذوقها المميز في الأزياء، وتختلف أذواق السيدات حسب العائلات وحسب المناطق وعادات وتقاليد كل منطقة، وأرى أن الاعلام والتكنولجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي قد أثرت على الذوق العام والثقافات المتوارثة، وباتت كثير من الفتيات يستهويهن التقليد والبحث عن اللافت للنظر.
الأزياء الحجازية القديمة.. موضة جديدة للفتيات
تاريخ النشر: 26 أبريل 2014 04:34 KSA
رغم مواكبة السيدات السعوديات الدائم لأحدث صيحات الموضة في عالم الأزياء إلا أن هناك عودة لافتة إلى الأزياء التراثية القديمة، إما حنينًا إلى الأصالة، وتعبيرًا عن التمسك بعبق الثراث التقليدي والفلكلور
A A