“أميرا الخير”.. عبدالعزيز بن فهد ومحمد بن سلمان

رحم الله الملك عبدالعزيز مُوحِّد ومُؤسِّس المملكة العربية السعودية، وأسكنه فسيح جناته، فقد غرس -رحمه الله- في أبنائه خصالا ومناقب حميدة عديدة كـ(العدل والرحمة، والتآخي والتواضع، والأدب ودماثة الخلق، والوقوف مع المحتاجين والمرضى، وإنهاء معاناتهم)... وغيرها من الصفات والخصال التي لا تزيدهم إلا رفعةً وسموّا، وقد ورث أبناؤه من بعده تلك الصفات والخصال والمناقب؛ وأورثوها لأبنائهم.
مقالي هذا الأسبوع عن بعض الأعمال الخيرية والمآثر الإنسانية. فهذه إحدى مقولات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- حسب ما رواها لي معالي الدكتور «أنور جبرتي»، عِندَما كَان مسؤولًا عن «مستشفيات التخصصي»، حيث قال للملك فهد: (يا طويل العمر، لقد تجاوزنا بند مشتريات الأدوية لتوفيرها للمرضى، ورغبت في إعلامك).. فكان جواب الملك فهد -يرحمه الله-: (اطمئن يا دكتور، سنُحاسبك عِندَما لا يتوفَّر الدواء للمرضى).. هذا هو فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله-؛ الذي غرس في أبنائه الخصال الحميدة وحسن الأدب ودماثة الخلق.. فها هو سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد، لديه سجلٌّ حَافل من الأعمال الخيرية والمآثر الإنسانية، مما أكسبه محبة الناس ودعاءهم؛ بأن يجعل تلك المآثر والأعمال الإنسانية في ميزان حسناته، فقد تَولَّى سموّه الإشراف على بناء المراكز الإسلامية والمساجد في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وساهم في تأسيس ودعم كثير من الجمعيات الخيرية، وله أيادٍ بيضاء على الفقراء والأيتام والمساكين، والمعاقين والمرضى، وقد خَفَّف من معاناة كثير من الأسر، فأمر بعلاج كل مريض يقصده، سواء في داخل المملكة أو خارجها، أمر بعلاج مرضى السرطان، والقلب، والأمراض المستعصية، وأمر بالزراعة لمرضى الفشل الكلوي والكبدي، تكفّل بزواج ألف يتيم عند إعلان زواجه، وفي ليلة زواجه في قصر الثقافة بحي السفارات اكتظت القاعة بأعدادٍ غفيرة من الناس، لم تشهدها من قبل، حيث قدموا للسلام عليه وتهنئته والدعاء له، نظير ما قدّمه لهم، فأحضر الآباء أبناءهم المرضى -الذين تكفّل بعلاجهم وأنعم الله عليهم بالشفاء- للمباركة لسموّه على الزواج، كما ينبغي أن نشير إلى تكفّله بمساعدة مَن يقصد سموّه من أولياء أمور الطلاب أو الطلاب أنفسهم؛ الذين يرغبون في استكمال دراستهم وابتعاثهم في الداخل أو الخارج، فلا يتوانى لحظة في تقديم المساعدة لهم، وغيرها من أعمال إنسانية عديدة.
جزاك الله خيرًا يا سمو الأمير عبدالعزيز نظير ما قدّمت، ومَا تُقدِّمه لأبناء وطنك ليس بغريب على ابن الفهد -رحمه الله-.. وسيظل اسمك محفورا في ذاكرتنا.
وها هو سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رائد العمل الخيري والإنساني والتطوعي في هذه البلاد المباركة، حيث دعم سموّه وساهم وشارك -يحفظه الله- في قيام وإنشاء معظم الجمعيات الخيرية في مناطق المملكة المختلفة، لاسيما في منطقة الرياض، وغرس في أبنائه خصالا ومناقب حميدة لا تُعد ولا تُحصى نراها بأم عيننا، فها هو «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»، الأمير الشاب، الذي سَعِد شباب الوطن بتعيين سموه «وزير دولة وعضوًا بمجلس الوزراء».. هذا الوزير الشاب له إسهاماتٌ كثيرة في العمل الخيري خلال السنوات الماضية، فهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية، وعضو مجلس جمعية البر، وعضو مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم، ورئيس مجلس الموارد المالية بجمعية تحفيظ القرآن الكريم، وعضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية، وعضو ومؤسس بجمعية ابن باز الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة، ورئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري... وغيرها من الجمعيات بمنطقة الرياض.
ندعو الله لك أيها الأمير الشاب بالتوفيق في مهامك ومسؤولياتك الجِسام، وننتظر من سموّك -كما عودنا أبناء وأحفاد الملك عبدالعزيز- الكثير والكثير من الإنجازات؛ والإسهامات الإنسانية والخيرية.