Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تفكيك المركزية

* فاتحة (غيّر من طريقة نظرك للأمور، وهذه الأمور سوف تتغيّر).

A A
* فاتحة (غيّر من طريقة نظرك للأمور، وهذه الأمور سوف تتغيّر).
تركنا القارئ في الأسبوع الفارط على موعدة أن نواصل الحديث عن وزارة الصحة، وكيف يتسنّى لأهل الاختصاص من أهل الرأي وأولي النّهى من الإسهام في طرح الأفكار والرؤى التي يأمل أن تؤدي إلى نهوض هذه الوزارة من كبوتها وثقيل عثرتها.
فالوزارة العتيدة/ العتيقة تعاني أيّما معاناة من ترهل قطاعاتها على نحو قد يتعذر معه ربما إلى درجة الاستحالة التعاطي بمهنية وكفاءة مع الطوارئ والأزمات (فايروس كورونا) مثالا، ولكي تكون وزارة الصحة وزارة فاعلة ومتفاعلة خاصة وأنها تستأثر بميزانية ضخمة لكن مع الأسف الشديد ليست مجسّدة على أرض الواقع ولو تلّمسنا على سبيل المثال لا الحصر خدمات مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تتوزع على خريطة الأحياء في مدننا الصغرى والكبرى لألفيناها قابعة في عمائر سكنية مستأجرة يلفها البؤس وتفترش غرفها وردهاتها الرثاثة ويعلو أجهزتها الصدأ (مركز صحي حي الرويس شارع السيد بمدينة جدة، ومركز صحي البوادي شارع عامر بن زيد حي البوادي 2 ) والتي عادة ما يبتئس المراجعون لها عند الولوج من أبوابها بحثا عن المناظرة الطبية أو الحصول على العلاج.
ذات صباح قابلني رجل مسنّ يتوكأ على السبعين من عمره وقال لي: "إن المركز الصحي رفض استقباله وفتح ملف له لأنه لا يملك عقد إيجار المسكن أو صورة من صك المنزل يفيد بأنه من سكان الحي، يقول: قلت للموظف يا ولدي أنا جاي أتعالج، منّي جاي أتزوّج! خد بطاقة أحوالي ألا تكفي!" تصوّر أن الحصول على ابسط حقوقك كمواطن "العلاج" والمكفولة في النظام الأساسي للحكم تتطلب سلسلة من الإجراءات المعقّدة، وقس على ذلك الحصول على المواعيد لدى الاستشاريين في مختلف الاختصاصات والتي عادة ما تتجاوز الستة أشهر!! أضف إلى ذلك النقص الشديد واللافت في الأسرّة والتي انتقلت عدوى نقصها من مستشفيات الحكومة إلى المستشفيات الأهلية فشعار (no vacancy) (لا يوجد شاغر).
هندرة وزارة الصحة ليست حاجة وحسب وإنما ضرورة قصوى ولتكن البداية والانطلاقة من تفكيك المركزية المقيتة بأن تكون في كل منطقة إدارية من مناطق المملكة الـ(13) وزارة صحة مصغرة مخولة بالتعاطي مع شؤون المنطقة بحسب ما يمليه واقع المنطقة في إطار الإستراتيجية الصحية الوطنية إن وجدت هكذا إستراتيجية وطنية ورؤية ورسالة يمكن مضاهاة الأداء في ضوئها والله المستعان.
ضوء: (يفوز بالسباق من يتقدم ببطء).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store