Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سبقَ السيفُ العذل

شرعت قبل أيام في البوح عما يعتمل في نفسي من أحاسيس ليست مفرحة, سببها الأساسي مستقبل بعض مظاليم النظم الإدارية البالية , ورأيت أن الأمر يحتاج صرخة مدوية تسمعها الجهات المعنية , كأقل ما تكون المواساة ل

A A
شرعت قبل أيام في البوح عما يعتمل في نفسي من أحاسيس ليست مفرحة, سببها الأساسي مستقبل بعض مظاليم النظم الإدارية البالية , ورأيت أن الأمر يحتاج صرخة مدوية تسمعها الجهات المعنية , كأقل ما تكون المواساة لتلك الفئة المتضررة بغير مبرر , فتطرقت في مقالي للذين اعتادوا على تلقي الصفعات من إدارات تعمل بالعقلية السقيمة , فهي تتفنن في ترفيع وتحفيز البعض على حساب من هو أولى منهم قدرة ومهارة وأداءً , إنها أساليب شجع على تفاقمها غياب القوانين المنظمة لتلك الجهة , فكان لابد لكل قلم صادق أن يدلي بدلوه , فاخترت لمقالي عنواناً أجبرني عليه ذلك الواقع المرير وهو (بيع القيم وشراء الذمم) ولكن بحمد الله قبل الفراغ من تلك المادة المكتوبة بمداد الحسرة , فوجئت بقرار الخدمة المدنية القاضي , بتسريع إنجاز ترقية الموظفين , وإنشاء مركز شكاوى لرد الحقوق , فمزقت الورقة وشرعت في إعداد مادة جديدة تناسب الخطوة الواثقة للخدمة المدنية والتي تبشر بالإصلاح وتطوير الأنظمة القديمة البالية , وتؤكد الجدية وفق سياسة التغيير التي تسود وزارة الخدمة المدنية , التي قررت أن يكون دليل الوظائف , محور الارتكاز الأساسي للخدمة المدنية , حيث احتوى على تقسيم الأنشطة وتحديد متطلبات فئات ووظائف الخدمة المدنية , برصد المعارف والقدرات والمهارات , كما تقدمت الوزارة بخطوة جادة أخرى تتمثل في مبادرة تقضي بتكامل المعلومات مع القطاعات الحكومية , كمعين ضابط لتحديد ترقيات الموظفين وسرعة إنجاز هذا الحق , وحتى تتحقق العدالة التي تضمن الحقوق , سيشرف على عملية الترقيات متخصصون قانونيون, كما حددت الوزارة لانطلاقتها هدفاً هو خدمة الموظف بصورة لا ظلم فيها ولا ضيم , واتخذت لمسيرتها شعاراً رائعاً هو (خدمة مدنية احترافية مميزة ) وحتى يكون هذا الشعار واقعاً ملموساً قررت الوزارة استقطاب كوادر بشرية قادرة على الارتقاء بمستوى الخدمة المدنية لدرجة التميز فعلاً وعملاً وفق النظم والإجراءات التي تعمل الوزارة على ترسيخها , ومن ثم تحقق مبدأ العدالة والطمأنينة للموظف ليكون معيارها الرئيس (الجدارة وتكافؤ الفرص والشفافية والنزاهة) علماً بأن الوزارة تدرك أنها أمام تحدٍ كبير يعكسه الكم الهائل من خريجي الداخل والخارج , ولما كان يلزم هذا التحدي حل ناجع , وضعت الوزارة برنامج (جدارة للاختبار والتقويم ) مستعينة في ذلك بتجارب شركات إقليمية وعالمية تعتمد الكفاءة مقياساً لشغل الوظائف , من كل ذلك الجهد المدروس يتضح حرص الوزارة على معالجة قصور الماضي باستخدام الأسلوب الأمثل للتوظيف وتوزيع الفرص بعدالة وشفافية , تحكمها النظم المتطورة التي تواكب النهضة التي يشهدها الوطن في كافة المجالات , آخذة في الاعتبار ما يناسبها من تجارب بعض دول العالم مثل (أمريكا وبلجيكا واليابان ) بالإضافة للمكتب الأوروبي للتوظيف .
هذا وقد أطلقت الوزارة عدة مبادرات , تشتمل على الحلول والمهارات المطلوبة , التي ترتقي بأداء الموظف في مجالي التدريب والابتعاث , فرغم أن طلبات التوظيف تصل في العام إلى 360 ألف طلب , فقد وضعت الوزارة حلاً موضوعياً وناجعاً لهذا التحدي الكبير , بالتضامن مع مراكز خدمة المجتمع في الجامعات ومن خلال مراكز تدريب توفر للموظف التدريب المطلوب للعمل في القطاع الحكومي . فكل هذه الجهود تؤكد أننا موعودون بفجر مشرق للخدمة المدنية , وأن النظم العقيمة تم طيها إلى الأبد , لهذا اخترت لمقالي الجديد عنوان (سبق السيف العذل ) أي أن الأخبار السعيدة بترت شريط الأفكار الحزينة , فالتحية لهذه الوزارة المتجددة .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store