Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوطن : (كلنا عصاك التي لا تعصاك )

ما زلنا نتذكر جيداً بقلوبٍ دامية , تلك الهجمات الغادرة التي تخصص في التخطيط لها الفكر الضال لدعاة الإرهاب , حيث روعت الآمنين , وأزهقت أرواح الأبرياء المسالمين , ولكن شاءت عناية الله الغالبة أن يجعل ش

A A
ما زلنا نتذكر جيداً بقلوبٍ دامية , تلك الهجمات الغادرة التي تخصص في التخطيط لها الفكر الضال لدعاة الإرهاب , حيث روعت الآمنين , وأزهقت أرواح الأبرياء المسالمين , ولكن شاءت عناية الله الغالبة أن يجعل شرورهم في نحورهم , وأيد جلَّ وعلا ولاة الأمر بالحكمة وسداد الرأي , فكانوا السد المنيع الذي كبح جماح ذلك الفكر الضال الذي رسمه أعداء السلام , وخططته جهات مشبوهة , وكلفوا بعض المضللين بتنفيذه , من خلال أجندة شيطانية أملاها عليهم سادتهم , فحملوها بلا دراية وبغير وعي , ولا يهم إذا تضرر أهلهم أو دمر وطنهم الذي أقلتهم أرضه وأظلهم سماؤه , وطنهم الذي قدم لهم الغالي والنفيس للبناء وليس للهدم، وللرقي وليس للتحطيم , ولكنهم عضوا اليد التي أطعمتهم ورعتهم , فإذا بهم يختارون طريقاً آخر محفوفا بالغي والتنكر للقيم والأخلاق الفاضلة , عندئذٍ كان لابد من موقف حاسم وعلاج ناجع , يجتث ذلك الوباء قبل استفحاله , حتى يسود الأمن والأمان ويشعر الجميع بالسلام والطمأنينة , فتصدت وزارة الداخلية بكافة أقسامها وإداراتها , بعزيمة الرجال وقوة الأبطال بخطى ثابتة وتخطيط مدروس لمواجهة ذلك الخطر الداهم , وبهذه القناعة شرعت الوزارة في ملاحقة الخلايا الإرهابية منذ الظهور ومباغتتها في الجحور , وزعزعت أركانها بضربات موجعة وناجحة , أكدت ضآلة حجمهم وهشاشة تنظيمهم , فصارت المواجهات دروساً تميز أداء الجهات الأمنية في بلادنا الغالية , وأصبحت أسلوباً جديراً بأن يقتدى لمكافحة الإرهاب أينما كان , باختلاف مسميات دعاته إن كانوا (داعشيين أو قاعديين أو غيرهم ) وتجفيف منابعهم الآسنة المنتشرة في كافة أرجاء المعمورة , فلله در وزارة الداخلية السعودية ولله در وزيرها المناضل ورجالها البواسل .
إن هذا المنهاج الرائع والسياسة الراقية التي تنتهجها وزارة الداخلية , قد أرسى أركانها المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز طيب الله ثراه , حين خاض بأبنائه الأشاوس من رجال الأمن , لجة بحر الإرهاب فأغرق مؤامراتهم الآثمة وحطم أحلامهم المريضة , وجعل تنظيمهم منزوياً متضائلاً ومنكمشاً , فوجد من بعده الأمير أحمد بن عبدالعزيز حفظه الله , الدرب ممهداً فواصل المسيرة وسار على خطى الراحل العزيز , باعتباره كان معيناً له في ترسيخ مفاهيم الأمن , حتى سلم الراية لسمو الأمير محمد بن نايف ليبدأ عهد التجديد والتحديث , فطور سموه استراتيجية المكافحة بما يناسب عصر التكنولوجيا , فما عادت بعد اليوم الاتصالات المشبوهة عبر مواقع الاتصال الاجتماعي , تصلح كمنافذ تفاهم سرية بين الجماعات الضالة , ولم يعد ذلك الأسلوب يفوت من قبضة الأمن , ولا ينطلي على آليات استراتيجية الوزارة المطورة , التي برعت في رصد تحركاتهم المريبة , وكشف مؤامراتهم ودسائسهم , ولا أدل على ذلك من الانتصار المؤزر , الذي أسعدنا به مؤخراً رجال الوزارة البواسل, بعد إلقاء القبض على خلية مكونة من 62 ضالاً كانوا يخططون لعمليات تستهدف منشآت حكومية ومصالح أجنبية بالمملكة . فهل يعد هذا جهاداً ؟ لا وربي إنه ليس جهاداً بل إرهاب. فمتى كان الجهاد يدعو لتهريب النساء والأطفال بلا عائل ولا محرم شرعي ؟ أليس هذا هو الضلال بعينه ؟ .
وإني لأعجب من الذين أطلق سراحهم أتيحت لهم فرصة لإصلاح مسيرتهم , بعد أن عاهدوا الله على نبذ تلك الأفكار السوداء , وخلع عباءة الضلال المهترئة , فكيف عادوا بعد هذا العهد لضلالهم ؟ على أي حال ما زال الباب مفتوحاً لأهل التوبة الصادقة , ومن أبى فعلى نفسه جنى , لأن الشعب سعيد بوطنه وفخور بقادته , وبقدر محبته وتعلقه بهذا التراب الطاهر إلا أنه يبغض أفكاركم الضالة المنحرفة , قناعة من المواطن بأن الوطنية الحقة تلزمه بأن يكون عوناً وعضداً للوطن وقيادته الحكيمة , لذا فإننا نؤكد لولاة الأمر رعاهم الله أن المواطن السعودي الشريف (عصاه التي لا تعصاه ) ونقول لرجال الأمن الأوفياء : تقدموا فكلنا معكم .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store