Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هانت قيمة المعلم والكتاب والمدرسة فساء الأدب

نشرت وسائل التواصل الاجتماعي منظرين عبثيين لطلاب مدرستين في نهاية العام الدراسي، أحدهما لطلاب مدرسة ابتدائية تفننوا في تمزيق كتبهم الدراسية في الشارع أمام المدرسة إثر خروجهم من آخر يوم في المدرسة، وثا

A A
نشرت وسائل التواصل الاجتماعي منظرين عبثيين لطلاب مدرستين في نهاية العام الدراسي، أحدهما لطلاب مدرسة ابتدائية تفننوا في تمزيق كتبهم الدراسية في الشارع أمام المدرسة إثر خروجهم من آخر يوم في المدرسة، وثانيهما لطلاب مدرسة أخرى حملوا مقاعد دراستهم في الفصول وانهالوا بها على النوافذ الزجاجية يحطمونها.
وهذان المشهدان المشوهان لسمعة بلادنا بصفة عامة ولسمعة العملية التربوية يدلان على أن هناك خللا تربويا، فمن يضع الإصبع عليه؟ وهل هو حالة خاصة أم تقترب من العموم؟ فقد كان الكتاب والمدرسة محترمين لدى الأجيال السابقة، ومنهم من يحتفظ بكتبه وكراريسه لما فيها من علم ولاحترام العلم بصفة عامة، ولم يكن أكثر الطلاب يضع كتابه الدراسي على الأرض احتراما له، فكيف تغير الحال؟!.
الوزارة وزارة للتربية والتعليم بمعنى تساوي وظيفة الوزارة في التربية وفي التعليم، وإن كان التعليم لا يعلم السلوك فإن هناك خللا في العملية التعليمية، فالعلم للعمل لا للحفظ، وعلم بلا عمل لا قيمة له، صحيح أن المدرسة ليست المربية وحدها فهناك الأسرة، وهناك وسائل الإعلام، ولكن تبقى المدرسة هي أساس البناء الذي يعلم ويربي، وتبقى الأسرة مكانا للممارسة التربوية السليمة، أما الإعلام فللأسف أن أكثره يهدم ما تبنيه المدارس لخلل في الممارسة الإعلامية وعدم إدراك للرسالة الإعلامية.
والمبنى المدرسي إنجاز وطني صمم ليتوافق مع الأساليب التربوية، فما الذي جعل طلابا يحطمون المبنى المدرسي بمقاعدهم المدرسية، فذلك بلاشك سوء تربية، سواء أكان المصدر المدرسة أم البيت، وفي كل الأحوال لابد من البحث عن الأسباب لمعالجة الخلل، ألم يدرس الطالب في المدرسة أن "إماطة الأذى عن الطريق صدقة" فما باله يرتكب الأذى بتكسير نوافذ مدرسته في منظر عبثي؟.
هناك خلل في التربية في السنوات الأخيرة، فالطلاب يغيبون في أول العام وآخره، وفي بداية كل إجازة وآخرها، ويفرحون بالإجازة والغياب أكثر من فرحهم بالدراسة، وقلّت هيبة المعلم، فبعد أن كان الطالب يخاف من المعلم صار المعلم يخشى على نفسه وسيارته من طلابه، وهاهو الأمر يمتد إلى الكتاب الذي كان الطلاب يرفعونه على رؤوسهم، وإلى المبنى الذي أنفقت عليه ملايين الريالات من المال العام، وكل ذلك لم يكن موجودا في التعليم إلا حالات نادرة تحصل في كل مكان.
لابد من بحث أسباب هوان المعلم والكتاب والمبنى المدرسي أمام طلاب صغار، ساءت تربيتهم فساء أدبهم، وقل علمهم فقل احترامهم، وأمنوا العقوبة فأساؤوا الأدب، لا أظن أن العصا الغليظة التي كان يحملها كل معلم في يده هي سبب الأدب سابقا، فهناك معلمون كان الطلاب يخشون نظراتهم، ولكن هانت قيمة المعلم والمدرسة فهان الأدب عند الطلاب، والأمر يمكن تداركه بالتربية والحزم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store