Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الخدمة اللائقة

(علينا أن نفعل أي شيئ شريطة أن يكون أفضل مما فعلناه سابقا).

A A
(علينا أن نفعل أي شيئ شريطة أن يكون أفضل مما فعلناه سابقا).
على بوابة وزارة العدل الالكترونية وتحت عنوان: (خدمة مواعيد كتابة العدل) تفاجأت بما يلي: (تم إلغاء خدمة المواعيد وبالإمكان مراجعة كتابات العدل مباشرة). آلية خدمة المواعيد كان من غاياتها فكّ الاختناق الذي ما برحت تشهده هذه الدوائر العدلية، وتسريع العمل والتيسير على المراجعين في الحصول على الخدمة اللائقة، وتحييد تدخل العنصر البشري الذي عادة ما يميل إلى تعقيد الإجراء وتطويل أمد المراجعة وذلك من خلال اجتراح تنظيمات داخلية تعوزها في كثير من الأحيان الموضوعية فعلى مدى عدة أيام تردد أحدهم على كتابة العدل الأولى في محافظة جدة وفي أوقات متفرقة بدءًا من الساعة العاشرة صباحا والحادية عشرة والثانية عشرة والواحدة بعد الظهر، وفي كل مرة يتفاجأ بأن الأرقام المحددة (100) رقم قد نفدت وعليه إن أراد الحصول على الخدمة أن يحضر في وقت مبكر ليحظى برقم يتمكن من خلاله إنهاء إجراء معاملته والحصول على الخدمة المطلوبة. مُراجعنا هذا كان يسعى للحصول على خدمة بسيطة تتمثل في تحويل الصك اليدوي إلى صك الكتروني ليتسنى له بعدئذ إنهاء إجراء آخر يتمثل في فك الرهن.
في يوم المراجعة الثاني 27/7/1435هـ دخل مراجعنا في مناقشة مع موظف على كاونتر وحدة الإدخال (التهميش) وأخبر المراجع بأن يذهب إلى رئيس كتابة العدل أو مساعده للشكوى من نفاد الأرقام، فما كان من المراجع إلا أن حزم أمره وصعد إلى رئيس كتابة العدل الذي لم يحل مشكلة نفاد الأرقام وقال للمراجع انه لا يمكن قبول أكثر من 100 مراجع في اليوم!! وان على المراجع المواطن "الغلبان" أن يأتي في يوم آخر ووقت مبكر جدا للحصول على رقم "مميز"! أخذ المراجع أوراقه وعاد أدراجه متحسّرا على ضياع وقته وإهدار جهده، وفي يوم الخميس 30/7/1435هـ عاود مراجعنا كرةً أخرى عند الساعة العاشرة إلا انه فوجئ أيضا بأن الأرقام قد نفدت!! وأخذ يردد: حسبنا الله ونعم الوكيل على مرأى ومسمع من جموع المراجعين الذين تكتظ بهم الصالة، عاود مراجعنا الكرّة مرة أخرى ولكن بعد صلاة الظهر إلا انه ألفى الكاونترات خالية من الموظفين وعند الواحدة وعشر دقائق تقريبا وصل أحدهم وعرّف نفسه بأنه رئيس الوحدة (وحدة الإدخال) ودخل معه المراجع في مناقشة تتعلق بأمرين أحدهما: قصة نفاد الأرقام على مدى أيام متتالية وأوقات متباينة، وثانيهما: وجود رجل أمن مدني (سكيورتي) يتولى مهمة توزيع الأرقام وقال المراجع للموظف: ما ينبغي أن يكون من يقوم بهذه المهمة رجل الأمن. ولم يرد الموظف، وسأل المراجع عن بقية الموظفين فقال: بيجون، واليوم خميس آخر أيام الدوام، فقال له المراجع: سأشكو إلى الله أولا ثم إلى معالي وزير العدل ثانيا قال: اشتك واطلب من وزير العدل توفير موظفين، عندنا نقص في الموظفين فلذلك الأرقام محدودة العدد، وتبغى تخلّص عملك ، تعال الساعة سبع ونص.
ومن هذا المقام أناشد معالي وزير العدل الشيخ الدكتور محمد العيسى الذي يقود باقتدار قاطرة تطوير مرافق القضاء والدوائر العدلية المختلفة أن يأخذ بزمام المبادرة في تجريب خصخصة كتابات العدل وأن توضع رسوم رمزية على خدماتها بحيث نجد في كل مركز تجاري (مول) كاتب عدل "notary public " يعمل تحت مظلة وزارة العدل وإلى أن يتحقق ذلك يؤمل من معاليكم توجيه كتابات العدل بعدم اجتراح تنظيمات داخلية تعيق مسيرة العمل وتعطل مصالح الناس وأن لا يرد أي مراجع بحجة نفاد الأرقام، فليس من المعقول أن يتوقف استلام طلبات المراجعين قبل انتهاء الدوام بـ(ثلاث ساعات)!!.
* ضوء: (ضعفنا الأكبر يكمن في الاستسلام، وأكثر الطرق المؤكدة للنجاح هي أن نحاول مرة أخرى).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store