ودع د.عبدالعزيز الخويطر دنيانا الفانية يوم الأحد 26/8/1435هـ -25/5/2014م بعد حياة حافلة بالعطاء في المجالين الحكومي والثقافي، وقد انقطع عن الاتصال بمحبيه قبل 6 أشهر، لازم خلالها السير الأبيض، وقد عرف عنه أنه لا يرهق محبيه بالزيارات إذا دخل المستشفى.
عرف الرجل بالحكمة والنزاهة في العمل، وحسن الخلق، ولطافة التعامل مع الناس، وبالرغم من المهمات الكبيرة التي اضطلع بها في العمل الحكومي إلا أنه بقي مثقفا مهتما بالثقافة معتنيا بها، قراءة وتأليفًا، وصلة بالمثقفين في مجلسه في منزله، وفي المنتديات ومجالس الثقافة.
تتعدد جوانب الدكتور الخويطر فهو قد عمل في عدة مناصب حكومية، كان طابعها النزاهة والحرص على المال العام، وهو قد قاد العمل التربوي في وزارة المعارف (التربية) لعشرين عاما انتقل بعدها لقيادة التعليم العالي وقد كان أستاذا في إدارته وثقافته عندما كان أستاذ في الجامعة ورئيسا لها وعندما تولي قيادة التعليم العام والعالي.
صلتي به - رحمه الله - صلة ثقافية فلم أعمل معه، ولم يتول وزارة الثقافة والإعلام بالنيابة كما كان يحصل في كثير من الوزارات، ولكن اتصلت به أسبوعيا في آخر حياة الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله- فقد كان يحضر مجلسه صباح كل خميس، وكان العدد محدودا لا يزيد عن 8 أشخاص قبل أن يكثر زوار الشيخ حمد، وينقل الجلسة من المجلس الصغير إلى مجلسه الكبير الذي يعقد فيه مجلسه الآن أسبوعيا بعد وفاته.
كان الشيخ حمد يأنس له ولا يخاطبه إلا (يا أبا محمد) وكان د. الخويطر حفيا محبا للحديث في التاريخ والثقافة والموروثات الشعبية، ولديه مهارة في روايتها تجذب من يستمع إليه، ولم أسمعه نال من احد اتفق أو اختلف معه لا في مجلس الشيخ حمد الجاسر ولا في مجلسه، وكان مجلسه مجلس أنس وابتسام لا تدور فيه نقاشات حادة، وقلما تطرح فيه موضوعات اختلاف، ولأنه منظم لوقته حدد يومين في الأسبوع مغرب الخميس والجمعة إلى العشاء لاستقبال زائريه.
بعد وفاة الشيخ حمد عام 1421هـ لم ينقطع عن مجلسه الأسبوعي بل داوم على الحضور والمشاركة، وكان له دور كبير في المشاركة في تأسيس مؤسسة حمد الجاسر التي انبثق عنها عدة فروع منها المجلس الأسبوعي وعندما وافق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على فكرة إنشاء المؤسسة وعلى أعضاء مجلس الأمناء من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها وفضّل بأن يكون رئيسا فخريا لها، طلب الأعضاء من الدكتور الخويطر أن يكون رئيسا لمجلس الأمناء فوافق ولم يتخلف عن حضور جلساته قط، بالرغم من كثرة مشاغله الرسمية والثقافية.
رحل عبدالعزيز الخويطر، ولكنه ترك عمرًا تتوارثه الأجيال، وهو مؤلفاته الكثيرة في التاريخ والتربية والموروث الشعبي والأدب، ومن أبرزها "أي بني" الذي وازن فيه بين الماضي والحاضر، و"إطلالة على التراث" في 15 مجلدًا و"وسم على أديم الزمن" وهو سيرته الذاتية في عدة مجلدات ولا أظنه أكملها.
عبدالعزيز الخويطر سيبقى نسيمًا في الزمان بسيرته، ونزاهته، وحكمته، وحسن خلقه، وسيبقى علمًا من أعلام بلادنا في التربية والتعليم والتاريخ والنزاهة، رحمه الله.
د. عبدالعزيز الخويطر.. نسيم الزمان
تاريخ النشر: 02 يونيو 2014 04:52 KSA
ودع د.عبدالعزيز الخويطر دنيانا الفانية يوم الأحد 26/8/1435هـ -25/5/2014م بعد حياة حافلة بالعطاء في المجالين الحكومي والثقافي، وقد انقطع عن الاتصال بمحبيه قبل 6 أشهر، لازم خلالها السير الأبيض، وقد عرف
A A