Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا أوباما : المالكي اليوم أشد خطراً من الإرهاب

لا ..

A A
لا .. ليس المطلوب من إدارة أوباما الأمريكية ، التي تخاذلت عن نصرة الشعب في سوريا وأتاحت للدكتاتور السوري إحراق المواطنين بالكيماوي والبراميل الحارقة وتراجعت عن كل تعهد قطعته على نفسها ، بما في ذلك الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس أوباما ثم هرول متراجعاً عنه .. نعم ، ليس المطلوب ولا المقبول أن يقوم الأمريكيون بضرب الانتفاضة في العراق .
البنتاجون الأمريكي أمر حاملة الطائرات " جورج بوش " بدخول الخليج العربي إستعداداً للاستجابة " في حال تطلب الأمر شن عملية عسكرية أمريكية لحماية مصالحنا في العراق " ، حسب قول المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية .. ويالسخرية القدر فهذا التعبير مشابه لما استخدمه الأمريكيون عندما قرروا غزو العراق واحتلالها وتمزيقها عام 2003م .
حركة التمرد المنسوبة إلى ( داعش ) ، هي أكبر من مجرد تحرك مجموعة دموية متطرفة منفردة وقيامها باحتلال ثاني أكبر مدينة في العراق ، فداعش كانت متواجدة خارج الموصل منذ فترة ، وكان الجميع يعرف بتواجدها ، ومن المعتقد أن مواطنين عراقيين من السنة بما فيهم ضباط سابقون في الجيش العراقي الذي حله الأمريكيون ورجال عشائر ومواطنون تضرروا من سياسات المالكي الطائفية ، هذه الجماعات كانت على إتصال بالجيش العراقي ، وساهمت في إقناع ضباطه بالاستسلام والفرار وعندما دخلت داعش الموصل وغيرها من المدن وقفت هذه المجموعات إلى جانبها.
وهناك أحاديث في واشنطن أشارت إليها صحيفة ( الديلي تلغراف ) عن تحالف يجري التفكير فيه مع الإيرانيين لدحر داعش في العراق ، وهذا ، إن حدث سيشكل تهوراً من قبل إدارة أوباما وسوف يعرض المصالح الأمريكية في العالم الإسلامي للمخاطر. إذ أن حل الأزمة العراقية معروف منذ وقت طويل ، لكن المصالح الإيرانية والتخاذل الأمريكي ، أديا إلى عدم تحقيقه . ويكمن الحل أولاً في إبعاد أو إبتعاد المالكي عن موقع رئاسة الوزراء وتطبيق سياسة مصالحة فيما بين المجموعة الشيعية الحاكمة ومكونات العراق الهامة من سنة وأكراد ، ودخول السنة كشريك أساسي بصلاحيات فعلية في الحكم .
الوضع العراقي اليوم خطير ، وزاده تعقيداً إطلاق الشيخ السيستاني ، المرجع الشيعي الهام ، الدعوة للجهاد وهو ما يفسر عملياً بأنه دعوة للطائفة الشيعية لمحاربة الطائفة السنية ، بحجة أن جماعة سنية إرهابية ولا تمثل كافة السنة أطلقت تصريحات إستفزازية حول نيتها هدم الأضرحة الشيعية ، بالإضافة إلى إقدام المالكي على دعوة المواطنين الشيعة للالتحاق بفرق يتم تجنيدها وتدريبها .. يضاف إلى ذلك مشاركة قوات من الحرس الثوري الإيراني في معارك ضد الإنتفاضة .
ما نأمله أن لا يستخدم الأمريكيون القوة في المكان الخطأ والوقت الخطأ ، فلا مصلحة لهم ولا للعراق استمرار المالكي وسياساته .. والوضع الحالي أي انتشار داعش والتفاف بعض العراقيين حولها تسببت به إدارة أوباما بتهاونها ، إن لم يكن دعمها ، للمالكي وسياساته المذهبية الإقصائية ، وتخاذلها تجاه الوضع في سوريا ، وسياستها الخارجية الخرقاء بشكل عام ، وبالتالي فإن الأمل أن يتمكن مستشارو أوباما من كبح جماح الرغبة الحالية لديه للتدخل العسكري ، أو التعاون مع إيران ، لأن هذه المواقف سوف تترجم في العالم الإسلامي على أنها اصطفاف أمريكا طائفياً إلى جانب ماتمثله إيران مذهبياً .
العراق لازال مسئولية أمريكا ، إذ إنه لم يعد إلى أبنائه بعد ، صحيح هناك حكومة ، ولكنها طائفية ، غير قادرة على السيطرة على كافة مناطق البلاد بجيشها المكون من مليون جندي ، وأمريكا هي التي فككت الجيش العراقي وكافة أجهزة الدولة ، وأوجدت فراغاً كاملاً أتاح للعصابات الشيعية القادمة من إيران العمل بحرية كاملة بحجة ( الفوضى الخلاقة ) التي قال المنظرون الأمريكيون أنها ستؤدي إلى بناء عراق جديد تتوفر فيه الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية .. ومادام أي من هذه الأمور لم يتحقق بل تحولت البلد إلى جحيم بالنسبة لجميع مواطنيه ، فعلى أمريكا التي أقامت النظام الطائفي الحالي إصلاح بعض مما قالت أنها ستصلحه عندما احتلت العراق وتخلص البلاد من المالكي وطائفيته .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store