معا لبناء المستقبل

فاتحة: (إذا كنت تتوقع من الآخرين إصلاح ما أفسدوه، فإن خيبة الأمل ستلازمك)
يعد استشراف الرؤى واستمزاج الرأي في أي ميدان بمثابة الخطوة الأولى التي تروم تشخيص الواقع للتعرف على الاختلافات والانحرافات بل والإخفاقات التي تحولت مع كر السنين إلي معضلات تعيق مسيرة العمل، إذ قد تبدو للناظر وللوهلة الأولى وكأنها عصية على الإصلاح والمعالجة، وزارة الصحة من الوزارات العتيقة التي اعتراها الترهل إلى درجة لم تعد قادرة معها على النهوض بأعباء مسؤولياتها في تقديم الخدمات الصحية اللائقة أو المأمولة سواء كان ذلك على مسار الوقاية في وقتها المناسب أو العلاج عند حاجة المواطن الملحة إليه رغم ما يتوافر لها من إمكانيات مادية وبشرية ودعم في ميزانية الدولة ناهز ما يقارب (54 مليار ريال) في العام الجاري.. ورغم ذلك فالخدمات الصحية مازالت متواضعة لكي لا نقول متدنية ورديئة!!
وزير الصحة المكلف المهندس عادل محمد فقيه وبعد مضي قرابة الشهرين على تكليفه بحقيبة وزارة الصحة يبدو انه وعلى رغم قصر المدة تعرف على بعض ملامح وجوانب الواقع بوقائعه المختلفة فها نحن نراه اليوم قد توصل إلى قناعة بان هده الوزارة العتيقة ليس لديها رؤية (Vision) تسير في ضوئها وعلى هداها لبلوغ أهدافها وتحقيق طموحاتها بإيجابية وفعالية فلذلك رأيناه "يغرد" ببعث رسالة إلكترونية لقطاع عريض من قياديي وزارة الصحة ومديري المستشفيات ومساعديهم في مناطق المملكة كافة يدعوهم فيها للمشاركة الفعالة في تكوين وتطوير الرؤى المستقبلية للوزارة من خلال ورشة عمل بعنوان: (معًا لبناء مستقبل وزارة الصحة) هكذا ورشة تستهدف مراجعة الطموحات الاستراتيجية للوزارة، وتحقيق التناغم والتوافق عليها "جريدة المدينة ـ الجمعة 22 / 8 / 1435هـ".
وزير الصحة المكلف يأمل في بناء وزارة الصحة بقضه وقضيضه بمشاركة فعالة من العاملين فيها، فعملية البناء تحتاج إلى شركاء؛ فالشركاء عادة ما يتحملون المسؤولية في عملية صناعة القرار بحساب أدبيات الإدارة، فالشركاء غير الأجراء، فالأجراء يؤدون العمل عادة مقابل الأجرة أي لا تعنيهم المسؤولية عن أداء العمل لا من قريب ولا من بعيد يريدون المغانم لا المغارم، أعان الله الوزير المكلف في مهمته ونسأل الله أن يحقق على يديه بدعم من ولاة الأمر نظام صحي يضاهي NHS في بريطانيا العظمي.
* ضوء: (لكي تنجح يجب عليك فعل الأشياء التي تظن أنك لا تستطيع فعلها).