Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

دكتور زيفاجو والستار الحديدي

حين كتب 'بوريس باستيرناك' روايته الحائزة على نوبل للآداب لم يدر بخلده أنها ستطبع وتنشر وتقرأ خارج الإتحاد السوفييتي (إيطاليا) ثم تهرب الى داخل الستار الحديدي الشيوعي.

A A
حين كتب 'بوريس باستيرناك' روايته الحائزة على نوبل للآداب لم يدر بخلده أنها ستطبع وتنشر وتقرأ خارج الإتحاد السوفييتي (إيطاليا) ثم تهرب الى داخل الستار الحديدي الشيوعي.
هذا ما نقلته وثيقة أزيحت عنها السرية مؤخراً تفيد بأن وكالة المخابرات الأمريكية ساعدت في نقل الرواية-التي تصف حال روسيا بين 1905 والحرب العالمية الثانية- الى المعارضة داخل الإتحاد.
يروي لي صديق روسي كيف كان في طفولته وكثير من أقرانه لا يعرفون 'العلك' ! وذات مرة جاء بعلكة من نوع 'ريجليز' أحد الطلاب من أبناء المتنفذين وتحت الحاح زملائه أعطى كل واحدٍ منهم قطعة صغيرة، يقول صديقي: "كانت المرة الأولى التي أرى فيها تلك الحلوى..ظللت أعلِكها بكل تركيز واستغراب واستمتاع لساعتين متواصلتين ! لم و لن أنسى طعم تلك العلكة.."
وقد روى الشاعر الروسي 'إفيم أتكين' كيف كانت الأجواء وقتها مع الحرية: "أول ما تلاحظه عندما تزور أحد المفكرين الروس، هو أن الحديث يبدأ دائما بوضع وسادة فوق الهاتف! الجالسون لا يلفظون الأسماء الواردة في الحديث بل يكتبونها على ورقة خوفاً من الميكروفون أو الهاتف أو التلفزيون!"
بعد انهيار الإتحاد بدا أنه أصبح أكثر انفتاحاً على العالم،تدفقت اليه السلع.. و معها جاءت الحريات.
استبشر الناس خيراً بمقدم 'بوتين' لاعب الجودو،الطيار الحربي،راكب الخيل،السباح الذي يختتم سباحته في نهر الفولغا بصيد سمكة ضخمة يقف بجانبها مفتولاً بشيء لايشبه الإبتسامة.. متناسين أنه رجل مخابرات أولاً و أخيراً.
و كلما استمر بوتين في الحكم -سواءً بمنصب رئيس الوزراء أو الرئيس اللذين يتبادلهما مع صديقه 'مدفيدف' -أحكم يده على السلطة أكثر،وتخلص من معارضيه بطريقة أسرع.
اليوم يعاني الروس من رقابة شديدة على وسائل التواصل الإجتماعي،و يقال إن هناك وحدة أُنشئت مؤخراً يعمل بها جيش من 'الهاكرز' الروس لمراقبة شباب روسيا الذين لم يتبقَّ لهم الا حرية المظهر.
يقول جوستاف لوبون:
“ إن التقليص التدريجي لكل الحريات لدى بعض الشعوب يبدو أنه ناتج عن شيخوختها بقدر ما هو ناتج عن النظام السياسي . نقول ذلك على الرغم من مظاهر التحلل والإباحية التي قد توهم هذه الشعوب بامتلاك الحرية. وهذا التقليص يشكل أحد الأعراض المنذرة بمجئ مرحلة الانحطاط التي لم تستطع أي حضارة في العالم أن تنجو منها حتى الآن ”
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store