يرى الأكاديمي وعضو نادي جدة سابقًا الدكتور حسن النعمي أن لشهر رمضان خصوصياته، فهو شهر مختلف في منظومة العبادة، وحتى السهرات الثقافية التي تُعقد في بعض المنتديات الثقافية تأخذ شكل التأملات الروحية، مؤكدا أن الجوائز ظاهرة مشجعة على التطور الإبداعي، ولكن على هذه الجوائز أن تحظى بتمويل مؤسسي وليس شخصيا لكي تدوم وتبقى، مشيرا في حوار خاص مع «المدينة» أن العلاقة بين النقد والأدب علاقة متلازمة، لافتا إلى أنه توجد فكرة مغلوطة عند البعض وهي أن على الناقد أن يتتبع كل رواية تصدر وكل ديوان يصدر بالنقد والتعليق، مبينا أن هذا دور صحفي لا يجب أن يسقط فيه الناقد، لأنه سلوك لا قرار له، متطرقا إلى سبب توقف الأنشطة الثقافية في رمضان وموضوعات عدة، فإلى نص الحوار:
* برأيك لماذا تتوقف الأنشطة والفعاليات الثقافية والأدبية خلال شهر رمضان المبارك؟ ما الأسباب والحلول من وجهة نظرك؟
- أعتقد بدءا أن التوقف نسبي، وعليه فلا يمكن التأكيد على فكرة التوقف الصارمة في السؤال.. ما يحصل أن شهر رمضان مختلف في منظومة العبادة، ومختلف في السلوك الاجتماعي، فمن الضروري اختلاف كل الترتيبات الأخرى، ذلك أن النمط المألوف السائد طوال العام يتوقف في رمضان، ويستبدل بمنظومة مختلفة ومغايرة من النزعات الروحية والاجتماعية، التي تميز رمضان، حتى السهرات الثقافية التي تُعقد في بعض المنتديات تأخذ شكل المسامرات والتأملات الروحية.
توأمة الأندية والصالونات
* هل تجد جدوى في توأمة نشاط الأندية الأدبية والصالونات الثقافية عبر خطة مواءمة يستفاد منها الطرفان، في ظل سعي الجميع لاستضافة مثقف أو أديب أو مفكر وتزامنها غالبًا في يوم واحد؟
- أرى أن الجدوى في تعدّد المنابر الثقافية لمزيد من الخيارات للمثقفين، وهذا بدوره يخلق حالة من التنافس يمكن معها تطوير العمل الثقافي، وقد رأيت ذلك في بعض الصوالين الثقافية، التي وصل اهتمامها للنشر مثل صالون عبدالمقصور خوجة، وصالون الدكتور عبدالمحسن القحطاني، إذن فلنفتح مجالات العمل الثقافي دون تردد.. ومع ذلك يبقى للمؤسسات الثقافية صفتها الرسمية المهمة، التي تمنح الأديب حضوره المعنوي والأدبي أكثر من الصوالين الثقافية.
جماعة «حوار»
* هل سيكون لجماعة «حوار» بأدبي جدة حضورها في شهر رمضان؟ وما سبب عدم احتفاليتها هذه السنة؟
* جماعة «حوار» متوقفة منذ عام، ولا أتوقع لها العودة للعمل الثقافي في المنظور القريب.. كما أن البدائل الثقافية متاحة للمثقفين، وما جماعة «حوار» إلا صيغة من صيغ العمل النقدي والأدبي والفكري في فترة ما بين عام 2003 و2012 وهي الفترة التي أسهمت فيها الجماعة.
ظاهرة مشجعة
* كيف تقرأ الجوائز الأدبية في الأندية الأدبية؟
* الجوائز ظاهرة مشجعة على التطور الإبداعي، فهي حافز، لكن لا يجب أن ننظر إليها على أنها معيار مطلق للأفضلية، بل كل الجوائز تخضع للمفاضلة والانتقاء والاختيار ولاعتبارات مختلفة.. فمثلا جائزة محمد حسن عواد تستلهم تاريخ ومقام شخصية أدبية مؤسّس للثقافة في المملكة، وهو أمر جيد أن تأخذ الجائزة هذا المسمى.. وتحويل تمويل الجائزة من التمويل الشخصي إلى التمويل المؤسسي أدوم وأبقى لها، وحفظًا لها من المتغيّرات التي قد تصيبها.
* هل تنوي إصدار سيرة ذاتية لكم خلال مشواركم الطويل أدبًا وفكرًا وثقافة؟
- لن أتواضع وأقول: إنني لا أفكر في كتابتها، لقد بدأت في تدوينها حتى لا أنسى فصولها وتحوّلاتها، وأما نشرها فهو ما لم يحن بعد من وجهة نظري.
إنتاج الأدباء
* بماذا ترد على من يرى أن دوريات نادي جدة الأدبي فوّتت الفرصة لطباعة إنتاج الأدباء؟
- نادي جدة الأدبي اختط لنفسه مسارًا عربيا ومحليًا منذ ما يزيد على ثلاثين عامًا، وكان من نتاج ذلك مطبوعاته الدورية، (علامات في النقد- نوافذ للترجمة- الراوي للسرد ونقده- عبقر للشعر ونقده). في الوقت نفسه انفتح نادي جدة الأدبي على المشهد الثقافي بإطلالات واسعة، فهو أول ناد يقدم وينفذ فكرة الملتقيات الثقافية من خلال ملتقى قراءة النص، وربما هو أول ناد يقدم فكرة الجماعات، التي تعمل لموسم كامل عبر محور محدد، حيث قدم جماعة «حوار»، إضافة لمطبوعاته للأدباء العرب والمحليين من منطلق عروبة الثقافة.
الأكاديميون والثقافة
* بحكم عملكم بالجامعة وإجراء العديد من البحوث الثقافية والأدبية والفكرية مناقشة وتحليلا، كيف يتم الاستفادة منها من خلال القرّاء وروّاد النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون؟
- العلاقة بين الجامعات والأندية علاقة قديمة، فجلّ من يتفاعل مع الأندية هم من الأدباء الأكاديميين، سواء كانوا شعراء أو روائيين أو نقادا، فقد أثروا منابر الأندية الأدبية وخلقوا حالة حراك ثقافي فاعل في المشهد الثقافي، فالغذامي وسعد البازعي وتركي الحمد والقصيبي وغيرهم، هم أكاديميون أسهموا في العمل الثقافي بطرق مختلفة.
تطور إبداعي
* هل أنت راضٍ عن المنجز الثقافي والأدبي والفكري في مشهدنا الثقافي؟
- الرضا من عدمه أمر نسبي، لكن للحقيقة هناك تطوّرات كبيرة في مسارات الإبداع الشعري والقصصي والروائي، وهناك تطوّر نقدي لافت، فمن نقد انطباعي إلى نقد منهجي، إلى ترسيخ مفهوم المناهج النقدية الحديثة لدى طلاب الدراسات العليا في الجامعات السعودية. ومن يراجع عناوين الرسائل العلمية في الأعوام العشرة الأخيرة، سيلحظ انفتاح الجامعات السعودية على المشهد الثقافي من خلال توجيه طلابها وطالباتها للاهتمام بالأدب في المملكة العربية السعودية.
الحركة النقدية
* هل ترى أن حركة النقد تتماهى مع إنتاج الأدباء والمفكرين محليا وعربيا؟ أم تظلّ متشظية عبر انطباعات ورؤى لا تشرّح العمل الأدبي؟
- العلاقة بين النقد والأدب علاقة متلازمة، فلا نتخيّل أدبًا دون حركة نقدية، لكن كيف يعمل النقد في السياق الثقافي؟ هناك فكرة مغلوطة عند البعض وهي أن على الناقد أن يتتبع كل رواية تصدر وكل ديوان يصدر بالنقد والتعليق، وهذا دور صحفي لا يجب أن يسقط فيه الناقد، لأنه سلوك لا قرار له. دور الناقد هو قراءة العمل الأدبي ضمن سياق أكبر، فإن كتب عن الجماليات كتب عنها من منظور مجاورة الأعمال بعضها ببعض، وإن كتب عن الموضوعات اهتم بقراءة الأعمال في ضوء فكرة أشمل وأعم، وما تقدمه الملتقيات الثقافية هو جزء من حركة النقد بهذا المعنى.
الأديب حسن النعمي: النقد لا يعني متابعة كل روايةأو ديوان فهذا دور صحفي لا يجب أن يسقط فيه الناقد
تاريخ النشر: 10 يوليو 2014 03:36 KSA
يرى الأكاديمي وعضو نادي جدة سابقًا الدكتور حسن النعمي أن لشهر رمضان خصوصياته، فهو شهر مختلف في منظومة العبادة، وحتى السهرات الثقافية التي تُعقد في بعض المنتديات الثقافية تأخذ شكل التأملات الروحية، مؤك
A A