Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صورة المواطن في برامج الفضائيات

انصراف المشاهدين هذا العام عن مشاهدة المسلسلات والبرامج لبعض الفضائيات صار واضحًا، والسبب لا يعود إلى متابعة مباريات كأس العالم وحده، بل إلى عدم رضا المتلقين عن محتويات هذه البرامج، وهي محتويات مكررة

A A
انصراف المشاهدين هذا العام عن مشاهدة المسلسلات والبرامج لبعض الفضائيات صار واضحًا، والسبب لا يعود إلى متابعة مباريات كأس العالم وحده، بل إلى عدم رضا المتلقين عن محتويات هذه البرامج، وهي محتويات مكررة كل عام، غير أن مما صرف المشاهدين تدني بعض مضامين البرامج من الناحية الأخلاقية في شهر هو شهر الفضيلة.
في هذا العام أعلنت الإعلانات التي تدعو إلى متابعة برامج مليئة بالفحش ليس في الألفاظ ولا في العري وحدهما بل في المضامين التي تدعو الى الفحشاء وبأساليب يمجها الذوق قبل الدين والأخلاق وكأن ذلك أمر مألوف مع أنه لو حصل فهو من الفواحش المرفوضة حتى في المجتمعات المنحدرة أخلاقيًا، وما هي الرسالة الإعلامية من مثل هذه المشاهد؟
هل أفلس فكر المعدين أم هو مسلك لتدمير القيم؟ ونسي هؤلاء أن المجتمع لا يقبل هذا الهبوط في الإعداد وأن المشاهد يريد ترفيهًا لا تدميرًا أخلاقيًا، فضلاً عن أن المشاهد يتطلع إلى برامج تبعث البسمة لا برامج تقزز المشاعر وتنفر ذوي القيم في مجتمع تحكمه قيم إسلامية وأخلاق عربية.
صحيح أن بعض البرامج استنساخ لبرامج أجنبية، وهذا لا بأس به إن كان في الشكل أما أن يكون في المضمون فهذا ما كان سببًا في انصراف المشاهد، وكيف سيتابع المشاهد برامج مخجلة في زمن يعج العالم العربي بالمشكلات الكبيرة؟
وفي بعض البرامج المحلية سخرية من المواطن في اللباس، وفي اللهجة، وفي حين أننا لا نجد سخرية من المواطن في البرامج المنتجة عن المواطن في بعض الدول العربية الشقيقة، فاللباس يكون جميلًا جذابًا، وإن كان تقليديًا أو موروثًا، جاء في أجمل منظر، وديكور المنازل يصور تراثًا وطنيًا، والكلمات راقية لا ساخرة من لهجة منطقة أو لباسها أو مواطنها وآمل أن يسمى برنامج واحد أنتج في دولة عربية يسخر من المواطن أو يجعله أضحوكة كما هو الحال في بعض برامجنا التي تظهر المواطن في ثياب رثة، وألفاظ مبتذلة بهدف الإضحاك، وهل الإضحاك في السخرية من المواطن أو الاستهبال أو الشعر المنفوش؟
الترفيه مطلوب في رمضان ولكن إذا كان تسطيح المواطن والتقليل من شأنه "لفظًا أو شكلًا" هو الأسلوب الأمثل للترفيه فبئس الترفيه، كانت البرامج برامج هادفة يظهر فيها المواطن بألفاظ راقية، وزي وطني معتاد، وقد تغير ذلك منذ أن جعل برنامج "طاش ما طاش" السخرية من المواطن أو من مظهره أسلوبًا له، وقد مج المشاهد ذلك، وكره هذا التناول الذي لا يكاد يوجد إلا في بعض البرامج المحلية، فهل يتم الارتقاء بالإعداد احترامًا للمواطن وللتراث وللهجات وللزي الوطني؟.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store