(1)
وصلت حالات الطَّلاق في المملكة إلى أكثر من 35%، بزيادة عن المعدل العالمي الذين يتراوح بين 18% و22%، في محصلة تشي إلى أنَّ هناك حالة طلاق واحدة كلّ نصف ساعة، ففي عام (1431هـ) بلغت عدد حالات الطَّلاق (18765) حالة مقابل (90983) حالة زواج في العام ذاته.
أمَّا حالات الخُلْع فقد أكَّد تقرير إحصائى صادر من وزارة العدل (2011م)، أنَّ عدد الاحكام القضائيَّة الخاصَّة به وصلت الى (1071) حالة تقدَّمت بها فتيات سعوديَّات، بالإضافة الى إصدار أحكام قضائيَّة تطالب بفسخ حوالى (2715) زيجة!
كلّ تلك الأرقام تشي بطرفٍ خفي إلى أنَّ هناك خللاً في النَّسق الاجتماعي، يضمر سوءة كبيرة في شؤون الزَّواج ومآلاته، كما يشي إلى أنَّ هناك بنية جمعيَّة مختلَّة في بنائها، بدءًا بالأسرة؛ وليس انتهاء بالحاضن التَّربويَّة حتَّى على أعلى مستوى..!!
(2)
كلّنا يقرّ بوجود بطالة تتعدّى حدود المعقول، أَخذت في السّنوات الأخيرة تدلي بوابلها الخطير، حتّى وصل الحال إلى ظهور بعض المؤشرات الخطيرة على الأمن. جولة واحدة في أحد شوارع أحياء مدينة جدة وحدها كفيلة باثبات ذلك.. وفي الدّفة الأخرى في عالم أقلّ منا – بحسب تصورنا، أو كما نزعم- أفادت بيانات صادرة عن دائرة الإحصاءات العامّة الماليزيّة بانخفاض نسبة البطالة خلال الثّلث الأوّل من هذا العام إلى نحو 2.9%، وهو ما يشير إلى خلو البلاد من البطالة بحسب المعايير الدوليّة التي تعتبر أي دولة خالية من البطالة إذا قلّت نسبة العاطلين فيها إلى ما دون 4%.
وأظهرت البيانات انخفاض عدد العاطلين إلى نحو 380 ألف شخص، في حين ارتفع عدد العاملين إلى نحو 12.5 مليون، كما أنَّ نحو 60% من طلاب الجامعات يحصلون على عمل حال تخرجهم.
للّافت أنَّ الحكومة الماليزيّة تنظّم مسابقات سنويّة لاختيار أفضل الشّركات التي تستثمر أكثر من عشرين مليون دولار في أصول ثابتة، وتوظّف أكثر من خمسمائة موظف، وتعطي لها الأولويّة في نيل عقود حكوميّة.
واللّافت -أيضا- أنَّ الحكومة الماليزيّة تفرض ضرائب عالية على العاملين الأجانب بماليزيا من جهة، وتتشدّد في إصدار موافقات العمل لهم، واتّخاذ إجراءات عقابيّة صارمة تجاه المشغّلين الذين يؤوون عمّالاً أجانب غير شرعيّين في وحداتهم الصناعيّة والتّشغيليّة.
(3)
كثيرَا ما أحاول أنْ أجد حضورًا للمرأة في التّراث العربي أو الإسلامي، فلا أجدها، فكلّ المصنَّفات تَنْبع من الرّجل وتعود إليه. عليك فقط؛ أن تستحضر بصورة ذهنيّة سريعة ذلك الحضور المُدهش للرّجل في الفكر تارة، وفي شؤون العلم تارة؛ ولكنَّك لن تجد للمرأة مكانًا من خارطة ذلك التّراث على امتداده الطّويل. فهناك آلاف المصنّفات التي تحمل أسماء ذكورية مغروسة في الذّاكرة، في حين لا تجد سوى بضعة كُتبٍ منسيّة قام بتصنيفها بضْعة نسوة لا يعتدّ بهن في عالم المعرفة. صحيحٌ أنَّ المرأة تحضر بقوّة في تصانيف الرِّجال؛ ولكن لن تجد لها ما يُسْكت به خصومها ممّن يتهمها بالقصور وقلّة العقل والمعرفة. وحتّى لا أُتّهم بالظّلم فهذا الحافظ بن حجر العسقلاني يذكر في معجمه لأساتذته وعلمائه الذين أخذ منهم العلم خمسين امرأة، والإمام حافظ النّجار دَرَسَ العلم على ثلاثة آلاف شيخٍ من بينهم ثلاثمائة امرأة. مع كلّ ذلك فلا يزال العدد باهتاً!!
وقفات تأمُّل
تاريخ النشر: 18 يوليو 2014 04:26 KSA
(1)
A A