Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من الذي سرق منا العيد ؟

في التراث الأمريكي قصة أطفال اسمها "How the Grinch Stole Christmas" بطلها شخصية تدعى "Grinch" يكره الأعياد والمناسبات السعيدة ويحاربها ! ، ويقوم بسرقة هدايا الأطفال الصغار من المنازل خلسة!

A A
في التراث الأمريكي قصة أطفال اسمها "How the Grinch Stole Christmas" بطلها شخصية تدعى "Grinch" يكره الأعياد والمناسبات السعيدة ويحاربها ! ، ويقوم بسرقة هدايا الأطفال الصغار من المنازل خلسة! لاشك أن مجتمعنا عانى الأمرين من بشر بهذه الشخصية ، عملوا على الضغط بناحيتين : سد الذرائع واتقاء الشبهات، أغلقوا المنافذ على العباد وضيقوا عليهم فحرموا الأغاني المباحة في ليالي الزفاف والأفراح ومن باب سد الذرائع أصبحت الزينات تشبهاً بالكفار وأعيادهم وإذا ضحك المرء قالوا كثرة الضحك تميت القلب ، وفي المدارس كانوا يمنعون التصفيق بحجة أنه ورد في آية القرآن الكريم "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية" ويستبدلونه بالطرق على الطاولات !
نتاج ذلك.. تجده في حجوزات الطائرات والفنادق للخارج وقت الأعياد والمناسبات ، تجده في اصطفاف سيارات مواطنينا على حدود جيراننا من دول الخليج وأرجوك أن لا تقول لي أن أسرنا تذهب الى هناك من أجل المحرمات فكل أمة فيها الصالح والطالح ، وكلنا نرى بعضنا في "مولات" دبي وشوارع كوالا لامبور بأسرنا وأطفالنا . حتى المتقاعدون أصبحوا ينزحون إلى القاهرة و بيروت و غيرها من المدن التي توفر لهم مناخاً أفضل.
عبثاً تحاول هيئة السياحة ثني الناس عن السفر ، وإحصاءات سفر المواطنين للخارج مخيفة ! وهذا بعضها.. إذ وصلت أعداد المركبات العابرة لجسر البحرين في ليلة من ليالي عيد ٢٠١٠ الى ٥٠ ألف مركبة ! وأنفق السعوديون في الخارج في تلك الفترة مايفوق الخمسة مليارات ريال !
لأننا ياسادة نهرب من النظرات القاسية ، واللمزات الخفية ، ونزحف شرقاً وغرباً لنستنشق هواء الحرية "المباحة" ، لذلك وفي ظاهرة غريبة يرتبك المواطن حين يشاهد الآخر في بلاد بالخارج فيرتبك الإثنان ! ويدعيان أنهما لما يريا بعضاً ! ويطلب كلُُ من "أهله" إسراع الخطى أو تراه يتمتم بشيء ليس له علاقة بالموقف! ، والعجيب الذي لم أجد له سبباً غير إنه إضطراب في السلوك وتناقض غريب هو عندما يلتقي صديقان مقربان برفقة زوجاتهما ، فتجدهما إن لم يتجاهلا بعضهما.. يحاولان إنهاء الموقف المحرج بأسرع مايمكن وبأخف الأضرار!
سلوك يذكرني بقول القائل :
ورغم اننا نسافر لجل نلقى بعض .. ونعرف بعض
الا اننا لما انتقابل نلتفت متجهمين !
على أية حال ، فإن قصة "Grinch" تنتهي بأن يعطف على الأطفال ويحزن على دموعهم ويقرر إرجاع الهدايا لهم ، فإذا بالمجتمع يفتح له ذراعيه ويحتضنه ويدمجه.. فهل يعيدون لنا أعيادنا ؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store