محايدة وعادلة

من المسلّمات التي لم يُعد يماري فيها أحد ان نسبة (60%) وربما اكثر من مواطني المملكة العربية السعودية لا يملكون مساكن تأويهم يتحقق العيش في أكنافها بكرامة، وعليه فهم يلجأون للبديل المتاح والمكلف على المدى البعيد وهو الاستئجار وكل ذلك كان نتيجة حتمية لعدم الالتفات مبكرًا لتنمية الاسكان. ومعلوم بالضرورة أن الاستئجار يلتهم (3/1) دخل المواطن مما يُنهك ميزانيته، علاوة على كل ذلك يضيع على المواطن هي هذا السياق تطوير الحس الادخاري لضمان مستقبل لائق!!
معاناة ذوي الدخل العفيف ومتوسطي الدخل تبدو مستمرة ومعالجات وحلول وزارة الاسكان تبدو محدودة وخطوتها وئيدة وعلى المواطنين الانتظار الطويل حتى يجدوا فرصتهم في التملك عبر المتاح من منافذ التمويل أسواء كانت حكومية كصندوق التنمية العقاري وحلوله التمويلية، أو قطاع المصارف (البنوك) الذي أخذ على عاتقه تمويل القرض الاضافي وفق ترتيبات مع وزارة الاسكان اما البقية الباقية من المواطنين فهم ينتظرون ما سوف تسفر عنه قرارات مؤسسة النقد المتعلقة بصياغة عقود الرهن العقاري والتي هي في الأساس مقترحات رفعتها المصارف السعودية لمؤسسة النقد! والتي في حال موافقة ومباركة مؤسسة النقد عليها ستصبح قرارات يجري تطبيقها على عقود الرهن العقاري المستقبلية.
* المقترحات التي لم تصبح بعد قرارات تتمثل فيما يلي:
1) الالزام بدفع (30%) من قيمة العقار مقدما.
2) احتساب الفائدة تراكميا (مركبة)!! أو تحديدها مسبقًا على المبلغ الكلي للعقار. (سبق وان نشر في صحفنا ان الفائدة على القروض ينبغي ان تكون متناقصة!! ونشر ايضا ان الفائدة على القروض كافة يجب ان لا تزيد عن 1%).
3) رفع نسبة الاستقطاع الشهري الى (50%) من الراتب. (وفي رأينا ان هكذا نسبة عالية جدا جدا) العلاج / الحل خفض النسبة الى (30%) وزيادة سنوات السداد من 20 سنة الى 25 سنة.
4) سحب العقار بعد وفاة صاحبه أو فرض رسوم شهرية للتأمين. (حكاية سحب العقار وترك الورثة في العراء مأساة ما مثلها (الحل هو التأمين التكافلي على القرض.. فالموت والحياة بيد الله)!!
مؤسسة النقد ينبغي لها أن تعيد البصر كرتين في هذه المقترحات قبل أن تبلورها في صيغة قرارات إذ أن فيها قسوة تجاه المواطن (المقترض) مطلوب من المؤسسة أن تكون محايدة وعادلة بحيث لا ينضر المُمول (البنك) أو يتضرر الممَول (المقترض) .
سؤال برئ: يا ترى ما نسبة شريحة الأسر التي تتراوح مرتباتها بين (10) آلاف إلى (15) ألف في المملكة؟!