Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أيخجلون من مواجهة الخاطفين ؟

عبد الله بن عبد العزيز ، قائد شجاع جريء صريح وصادق ، أطلق التحذير تلو التحذير من أولئك الجهلة المغرر بهم والذين اختطفوا الإسلام ، بناءً على ما لقنهم إياه أناس خبثاء السريرة ، أو ربما جهلة ، من تطرف في

A A
عبد الله بن عبد العزيز ، قائد شجاع جريء صريح وصادق ، أطلق التحذير تلو التحذير من أولئك الجهلة المغرر بهم والذين اختطفوا الإسلام ، بناءً على ما لقنهم إياه أناس خبثاء السريرة ، أو ربما جهلة ، من تطرف في الفكر وانحراف في العقيدة ، وسعوا لتحويله إلى رمز إرهاب ودمار وتخلف ، ولا يستطيع أحد أن يزايد على خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز في دينه أو وطنيته .. فلماذا هذا التخاذل في الوقوف ضد الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين من قلة منحرفة ومضللة يتوفر لها المال الكثير وتتميز بالقسوة والبطش وعدم الرحمة ؟
اختطاف الدين لصالح الإرهاب والتخلف ليس قضية سعودية فقط بل إنها قضية أكثر من بليون مسلم ومسلمة في مختلف بقاع الأرض ، والإرهاب الذي يمارسه الخاطفون عابر للحدود فهو اليوم يتمدد عبر الأوطان العربية واحداً بعد الآخر بأشكال متعددة ومتى استنفد أغراضه التدميرية في العالم العربي سوف يتمدد إلى مناطق أخرى من العالم باسم الدين المخطوف والجهاد الذي انحرف عما شرعه الله له ، وذلك على يد أولئك الذي يخططون ويوجهون ويعظون ببث الشر في كل مكان . ولهذا كله يصبح من الواجب على العالم الإسلامي ، دولاً ومنظمات وشخصيات ذات تأثير على الرأي العام الإسلامي ، أن تسعى لردع الخاطفين ومموليهم .
هناك أيادٍ لا إسلامية ولا عربية تدفع الأمور الجهادية إلى أقصى مدى ممكن لها ، وتقوم مراكز خاصة فيها بالتخطيط والإيحاء والمساهمة في خلق وفرض واقع على الأرض براية جهادية أكانت داعش أو القاعدة أو النصرة أو غيرها ، بل ويتم الإيحاء للحركات المدنية الليبرالية للمساهمة في خلق الفوضى المناسبة لبروز الحركات الجهادية المسلحة . ويتناقل الليبيون ما قامت به ممثلة دبلوماسية أمريكية في ليبيا بالإلتقاء بالجماعات الجهادية المتطرفة هناك واحدة بعد الأخرى بل وزيارتها للجماعات الجهادية المتطرفة الصغيرة في مواقع عملها . ويتساءلون أكانت هذه الدبلوماسية تسعى لإعطاء شرعية ما لهذه الجماعات وتشجيعها على مواصلة تخريبها لليبيا .
هذه البلاد ، السعودية ، يتوفر لها الأمن والرخاء ، ولا نقول إنها النموذج الأفضل في العالم ففيها شوائب بحاجة إلى علاج ، ولكنها أفضل نموذج إطلاقاً في منطقة الشرق الأوسط ، بل وربما في معظم آسيا . وأما الذين يعيشون هذا النموذج السعودي ولا يقدرونه ، ويواجهون إعلام ومؤامرات القاعدة وداعش ومن سار دربهما بالصمت أو بعبارات الإستحسان فإني أسألهم إن كانوا يسعون إلى ليبيا على أرض الخليج أم عراق آخر يعيث فيها الداعشيون أو القاعدة أو النصرة فساداً وقتلاً ، ويعلقون المشانق ويصلبون البشر ، ويحاربون بعضهم البعض سعياً للإستئثار بالسلطة ، وكل منهم يعتبر تفسيره للدين والدولة الدينية التي يرغبون فيها أكثر صواباً من غيره ومن لا يؤمن بها يعتبرونه كافراً .
هناك إستراتيجية سعودية ناجحة في محاربة التطرف ، ولكنها لا تكفى لوحدها لمواجهة المؤامرات المتزايدة ، ولا يجدي نفعاً أن يقف متخاذلون مترددين وصامتين ، أن يقفوا متفرجين ، بل المطلوب أن يحزموا أمرهم ويدعموا الإستراتيجية السعودية لمكافحة الإرهاب لأن البديل عن ذلك سيكون أن يتحولوا هم إلى ضحايا لتخاذلهم وصمتهم . ولابد من التكاتف لمعالجة التطرف في كثير من أوجه حياتنا ، فلا يعقل أن نرى وجوه الأشخاص في الإعلانات في المراكز التجارية ( المولات) وبعض المواقع وقد جرى طمسها ونقول إننا نحارب التطرف ، وإلا سيأتي الدور على كل الصور أكان في الأوراق النقدية أو لكبار المسئولين ليجري طمسها ، كما أنه من الضروري مواجهة التمويل المالي الضخم لهيئات خيرية ومعاهدها وتقنين هذا التمويل ، وكثير منه نقدي ، وتوجيهه لأنشطة لا غلو فيها ، وكذلك الأمر بالنسبة لتلك المعاهد التابعة للهيئات الخيرية التي تخرج أئمة ، أملنا فيهم أن يبثوا العقيدة الوسطية الحقة ، ويتصدروا لمن يعرض هذا الدين للخطر بالغلو فيه والسعى لزيادة الفرقة بين أتباع مذاهبه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store