Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ترميم بئر عروة وتأهيلها

نشر في الصحف يوم 17/10/1435هـ أن هيئة السياحة والآثار تعمل حاليًا على ترميم قصر عروة بن الزبير وتأهيله، بهدف الارتقاء به وتوظيفه اقتصاديًا وسياحيًا وثقافيًا.

A A
نشر في الصحف يوم 17/10/1435هـ أن هيئة السياحة والآثار تعمل حاليًا على ترميم قصر عروة بن الزبير وتأهيله، بهدف الارتقاء به وتوظيفه اقتصاديًا وسياحيًا وثقافيًا.
قصر عروة يقع على شاطئ وادي العقيق، بطرف حرة الوبرة (الحرة الغربية) جنوب سد عروة عند طرفه الشرقي، وفي شمال القصر بئر عروة المشهورة، وقد قطن آل الزبير هناك إثر الصراعات السياسية بين الأسر القرشية بعد العهد الراشدي، حيث توزعت هذه الأسر في أودية المدينة المنورة إثر استقلال بني أمية بالحكم، وبعد قضاء عبدالملك بن مروان على حكم عبدالله بن الزبير لجأ بنو الزبير الى شاطئ العقيق واقاموا مساكنهم هناك (ومنها قصر عروة وبئره وهما مشهوران، وقد طاولا القرون) وقد تعرضوا لمضايقات كثيرة من بعض بني امية، فصلها السمهودي في وفاء الوفاء فيما كتبه تحت عنوان "خبر قصر عروة وبئره" (انظر الوفاء 3/1043، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد).
وقصر عروة من اشهر قصور المدينة الاثرية، وقد وصف بناءه السمهودي، وذكر أن عروة قال (عندما هدمه منافسه واعاد بناءه): "والله لابنينه بناء لا يبلغونه الا بشق الانفس" وذكر ان عروة تصدق بقصره وارضه وبئره على المسلمين واوصى بذلك الى الوليد بن عبدالملك بن مروان وولاه ابنيه يحيى وعبدالله، وقد اورد السمهودي اشعارًا في وصفه.
أما بئر عروة فقد صارت مشهورة منذ حفرها الى وقتنا الحاضر، وأكثر كتب تاريخ المدينة جاءت على وصفها، وأبرزها قديمًا السمهودي، وحاضرًا عبدالقدوس الانصاري في كتابه آثار المدينة المنورة (ص255، ط1، 1353) ومما قال: "وقطرها وعمقها كبئر زومة تقريبًا.. وهي مطوية بالحجارة المنحتة المطابقة، وطيها محكم جدًا.. وهي غزيرة، وماؤها أرق مياه المدينة واعذبها واخفها، وله طعم خاص".
ونقل السمهودي عن الزبير بن بكار وهو من الزبيريين وهو مؤلف جمهورة نسب قريش وتوفي 256هـ أن الزبير قال: "رأيت الخراج من المدينة إلى مكة وغيرها ممن يمر بالعقيق يخففون من الماء حتى يتزودوه من بئر عروة، وإذا قدموا ماءها يقدمون به على أهليهم، يشربونه في منازلهم عند مقدمهم" وفي مائها قال السري بن عبدالرحمن الانصاري:
كفنوني ان مت في درع اروى
واستقوا لي من بئر عروة مائي
سخنة في الشتاء، باردة الصيـ
ـف، سراج في الليلة الظلماء
وقد ادركت في صغري السقاة يجلبون الماء من بئر عروة في قرب، ويتجولون في الشوارع يبيعونه، لانه ماء معدني مفيد، وله طعم خاص كما ذكر عبدالقدوس، ولعل هذا ما دعا عبدالسلام بن يوسف الجماهيري الدمشقي (ت580هـ) أن يقول:
ألا ليت شعري هل الى الرمل عودة
وهل لي بتلك البانتين لمام؟
وهل نهلة من بئر عروة عذبة
اداوي بها قلبًا براه اوام؟
اكتب هذه الشذرات التاريخية عن بئر عروة وهي قليل مما كتب عنها، املًا ان يشملها الترميم والتأهيل، وقد ذكر عبدالقدوس الانصاري انها تلتصق بجسر عروة من الشرق وانها عندما بني السد والجسر المتصل به "كان من نتيجة ذلك طمر البئر وتعطلها، وحرمان الناس من مائها الصحي" وقد كان ذلك في زمن لم توجد فيه هيئة السياحة والاثار، ولا الاهتمام بالاثار الموجود الان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store