بعيدًا عن ضوضاء المدن، تقبع قرية السيايرة، الواقعة شرق مدينة الهفوف وشمال مركز الجفر بالأحساء، وسط بحر من النخيل، كجزيرة خضراء تمنح بِخُضرتها النَّضرة الراحة والهدوء والبساطة في نفوس قاطنيها وزوارها.
ويمتد تاريخ السِيايرة، إلى أكثر من مائتي سنة، حيث يحيط بها النخيل من الجهات الأربع وقنوات مياه الرّي التي تروي وتسقي نخيلها المُلتَّفَّة، فتنبض بالحياة وتجود بزرعها، كون أرضها مستوية خصبة.
هواء عليل
وتتميز القرية، التي ذكرها الباحث الأثري «لوريمر»، وكذلك «فيدال»، بهوائها العليل، وطيب أهلها ومعدنهم الأصيل ووفادتهم وطيب معاملتهم وكرمهم، والبيوتات القديمة والتُراثية التي تدُلُ على أقدمية القرية وتاريخ ماضي وحاضِر للأجيال القادمة.
لحمة وتلاحم
ولا يزال أهلها محافظين على قريتهم وتُراثهم وآثارهم ومُترابطين فيما بينهم فهم أُسرةٌ واحدة، حيث تتركزعوائل الصُوَيِّل، العاشور، المسَلَّم،المُنَسِّف، العيسى، البراهيم، والهاشم وغيرها.
تطور حضاري
وفيما تعتبر الزراعة النشاط الاقتصادي الأول في القرية، إذ يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، إلا أنها تختلف عن الأمس ففيها شبكة كهرباء وهاتف، ومدرسة بنين والطريق المؤدي إليها مُسفلت، والتحق الكثير من شبابها بالدوائر الحكومية وبعض الشركات الخاصة وبها شبكة كهرباء، وتشرب من آبار ارتوازية.
وتحافظ السيايرة على بعض آثارها القديمة جدا والتي تتمثل في بعض البيوتات القديمة التي يعود بناؤها إلى بداية إنشاء وظهور القرية وهي معلم من معالمها الأثرية، إذ أكد الشاب خليل المسَّلَّم أن العيش في القرية السيايرة يعني الارتباط والتمسك بالماضي الخالد، قائلا:»في قريتنا نجد الهدوء والسكون والراحة والبعد عن صخب المدينة وضوضائها»، لافتا إلى أن القرية اشتهرت سابقا بزراعة الحمضيات كالليمون والتِّين والعنب الحساوي، وتعتبر مصدر ثروة زراعية كبيرة.
عطاء ونماء
ويرى يوسف الصُويِّل بأن السيايرة هي إحدى القُرى التي امتدت إليها يد العطاء والنماء في هذا العهد الزاهر، مشيرًا إلى أنها تحظى حاليا بالاهتمام والرعاية، حيث يتوافر بها معظم الخدمات كالكهرباء والهاتف ومدارس البنين والبنات الابتدائية.
وأكد أنّ أهلها متمسكون بماضيهم الجميل الحافل بالعمل والمثابرة من خلال العمل في المزارع المحيطة بالقرية والحرف اليدوية وتربية بعض أنواع الحيوانات.
بيوت أثرية
وقال جابر المسلّم بأن السيايرة هي إحدى القُرى القديمة والتي تتميز ببساطتها وهدوئها ونسمة هوائها العليل، حيثُ أنَّها تتميز بطبيعة جميلة حيث النخيل الباسقة والأشجار المُحيطة بها وبعض بيوتها القديمة المبنية من الطِّين، التي تدل على تمسك أهاليها بماضيهم القديم والتي تُعتبر من آثار القرية ومعالمها، لافتا إلى أنه يوجد بجانب البيوت القديمة والأثرية البيوت الحديثة المبنية على الفن الهندسي والمعماري.
ثروة زراعية
وأفاد أحمد البراهيم بأنَّ قرية السيايرة ثروة زراعية جيدة وبها محصول جيد من إنتاج التمور لوجود النخيل وكذلك وجود قنوات الرَّي التي تسقي نخيلها وبساتينها، لافتا إلى أن الطرق الزراعية بالقرية تحتاج إلى سفلتة، إلى جانب تكثيف النظافة في أزِّقتِها. وألمح هاشم المسَّلّم إلى أنَّ السيايرة هي توأم لجارتها قرية السُويدر وتتميز بوفرة أشجار النخيل وبأنواعها المختلفة والتي تتميز بها الأحساء منذ الزمن الأول، قائلا:»الحمدلله بأن السيايرة حالها كبقية المُدُن والقُرى أخذت في التوسع والتطور ومواكبة للمدنية ولكنها تحتاج إلى شيء من الرعاية والاهتمام كالإضاءة والسفلتة وتكثيف النظافة».
«السِّيايرة».. جزيرة خضراء تسبح في بحر من النخيل
تاريخ النشر: 23 أغسطس 2014 05:53 KSA
بعيدًا عن ضوضاء المدن، تقبع قرية السيايرة، الواقعة شرق مدينة الهفوف وشمال مركز الجفر بالأحساء، وسط بحر من النخيل، كجزيرة خضراء تمنح بِخُضرتها النَّضرة الراحة والهدوء والبساطة في نفوس قاطنيها وزواره
A A