إن صرحاً علمياً بوزن الأزهر الشريف ، حريٌ به أن ينتقي أثمن جواهر هذا العصر وأغلى كنوزه ، ولا غرو أنه خير من يحسن تقييم الرجال ، ويعرف جيداً أهل القامات السامقة ، والهمم الرفيعة والجباه العالية ، الذين خصهم المولى بطيب الفعال وصدق الأقوال ونبل الخصال من ذوي القدر الذي لا يُطال ، فمثل هذا الصرح العلمي العظيم ، والغالي عند الأمة العربية ، العزيز عند الأمة الإسلامية ، لا بد أن تكون شهاداته الفخرية في مستوى مكانته التاريخية وفي قيمة سيرته العلمية التي يعرفها القاصي والداني ، ويتمناها كل مسلمٍ وعربي كأروع قلادةٍ وأعظم وسام ، فهي شهادةٌ تؤكد عظمة من ينالها وقدر من تُمنح له ، فلا تُعطى لكل من هب ودب ولكنها تُقدم لمستحقٍ مؤهل جديرٍ بنيلها ، يعُج تاريخه بالأمجاد ، وتؤكد سيرته النقية طهارة سريرته وتشهد أعماله بأصالة فكره ، ورصانة رأيه وبُعد نظره وحقيقة حكمته ، فتلك المواصفات كلها بقناعة المجلس الأعلى للأزهر الشريف وبإجماع علمائه الأفاضل اجتمعت في شخص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله وحفظه ورعاه ، وبما أنه حكيم الأمة ، وصاحب المواقف المشرفة والأيادي البيضاء الذي ظل يحمل هموم العروبة والإسلام ، ويقدم الغالي والنفيس لخدمة البشرية قاطبة والسمو بهاتين الأمتين على وجه الخصوص ، إلى آفاق أرحب وغدٍ أطيب فالعالم يشهد بجهوده المخلصة في رفعة شأن الإسلام ونشر السلام وسعادة الأنام ، من خلال مساعيه الواضحة لدعم وحدة الأمة الإسلامية ، لهذا فقد صدر قرار المجلس الأعلى للأزهر الشريف لمنح هذا القائد الفذ الملك الصالح الدكتوراه الفخرية العالمية كأفضل ما يمكن أن يترجم الأحاسيس شكراً وعرفاناً ، علماً بأن هذا المجلس لم يعودنا أبداً على منح شهاداته الفخرية من باب المجاملة ، بل هي حقٌ مستحق لمن تتشرف به تلك الشهادة وتبلغ مقامه المحفوف غالباً بأعظم المنجزات وأروع الأعمال ، هكذا نؤكد أن الأزهر ومجلسه الأعلى وعلماءه الكرام قد عرفوا أصالة النضار ودقة الاختيار فصدر القرار .
أرى أن العالم أجمع سعيدٌ بهذا التكريم الذي صادف أهله ، والذي يعكس حقيقة تبرز أن أعمال الرجال مرصودة ويوجد من يثمنها اعترافاً وتقديراً دنيوياً ، فهي مقيمة سلفاً من الخالق جل وعلا من خلال قوله تبارك وتعالى ( وقل اعملوا فسيرى اللهُ عملكم ورسوله والمؤمنون ) هكذا يكون التكريم لأهل القيم ، والاحتفاء بالقامات والقمم ، واجباً بل هو دأبُ الأمم ، ولله درُ كياناتٍ تقدر أقطابها وتعطي كل ذي حقٍ حقه ، كما فعل الأزهر الشريف ، فالشكر موصولٌ لمجلسه الأعلى ولشيخه الموقر الدكتور أحمد الطيب ولعلمائه الأفاضل ، فقرارهم كان موفقاً واختيارهم كان صائباً ، وكنا نعلم أنه سيأتي لا محالة فهو أمرٌ متوقع وغير مستغرب إذ إنه مستمدٌ من دور التعليم حتى يدرك الطلاب والناشئة أن في الحياة شخصيات ينبغي أن تكون قدوة كل متطلع ليجعل لنفسه بصمةً فريدةً وسيرةً مجيدة .
إن مشاعر المحبة المتبادلة محلياً ، والإعزاز الكبير إقليمياً والاحترام المستحق عالمياً لشخص قائدنا المؤمن ، يجعل كل سعوديٍ من أبناء وطننا الغالي ، دائم السعادة مرفوع الرأس فخوراً بقيادته معتزاً بانتمائه لهذا التراب الطاهر ، فمن الطبيعي أن يستنبط المرء من تكريم الأزهر الشريف لمقام الملك المفدى معاني سامية وحقائق أكيدة ، تتمثل في أن الله تبارك وتعالى قد خصنا بقائدٍ مؤمن وملكٍ فطنٍ حكيم ، جديرٍ بالتقدير والتكريم ، أدامه اللهُ راعياً لنهضتنا الكُبرى وحادياً لركبنا المظفر ، فلا غرابة أن يحتفي به العالم أجمع ويشاركنا سعادتنا بقيادتنا الرشيدة ، فهنيئاً لنا بخادم الحرمين وبعهده الميمون ، ويشرفنا قبل أن نهنئه بوسام الأزهر الشريف أن نهنئ به ذلك الوسام .
قرار صائب واختيار موفق
تاريخ النشر: 24 أغسطس 2014 03:34 KSA
إن صرحاً علمياً بوزن الأزهر الشريف ، حريٌ به أن ينتقي أثمن جواهر هذا العصر وأغلى كنوزه ، ولا غرو أنه خير من يحسن تقييم الرجال ، ويعرف جيداً أهل القامات السامقة ، والهمم الرفيعة والجباه العالية ، الذين
A A