Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حب المال والكسب السريع

قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) (الكهف 46)..

A A
قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) (الكهف 46).. أشار القرطبي في تفسيره إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا، لأن في المال جمالاً ونفعاً، وفي البنين قوة ودفعاً، فصار زينة الحياة الدنيا؛ لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين، لأن المعنى المال والبنون زينة الحياة المحتقرة.
حب الثراء والكسب السريع، وحب المال من الأمور التي جُبلت عليها النفس البشرية، والبعض يسعى بحرصٍ شديد للحصول على المال بأي طريقةٍ مشروعة، أو حتى غير مشروعة، وأمثال هؤلاء قد تغاضوا عن المقولة المشهورة: «المال وسيلة وليس غاية»، سيما في هذا الزمن الذي أضحى الشخص يُقيِّم نفسه ومَن حوله على أساس الرصيد البنكي!
هذا وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الركض واللهث وراء المال له تأثيره السلبي الذي يؤدي إلى تفكك أسري، ويؤثر على العلاقات الإنسانية نتيجة الانشغال بجمع المال، متناسين ومتجاهلين أهمية القيم الأخلاقية في هذا الشأن.
إن الركض والشغف للحصول على المال بشتى الطرق وبأساليب متعددة، منها الاستيلاء على المال العام، لهو سمة من سمات كل عصر، تنشط حينما تضعف الرقابة، وتنحسر وتخبو عندما يتم تطبيق القانون بكل حزمٍ؛ مما ينتج عنه حماية المال العام.
وفي تحقيق أجرته الأستاذة (مريم الجابر - جريدة الرياض) أكد فيه الأستاذ يوسف الغامدي أن هناك أناسا لا يستمتعون بما يملكون، ويلهثون وراء ما لا يملكونه، ظناً منهم أنهم سيجدون السعادة والراحة، مما يجعل البعض يتخلَّى عن قِيَمه في سبيل الحصول على المال، وبأي طريقةٍ كانت، وأن روح التملك التي انتابت واكتسحت البعض دفعتهم ليعتقدوا أن قِيمتهم مرتبطة بقيمة الأشياء التي يملكونها، لافتاً إلى أن هؤلاء لا قيمة لهم.
وفي ذات الإطار يُوضِّح د. محمد الحسيني -اختصاصي علم النفس التربوي- أنه عندما ننظر إلى المال كوسيلة لتحقيق العيش الكريم دون الركض وراء المادة، فإن الصورة تصبح أكثر إضاءة وتفاؤلاً، وأنه ينبغي على الإنسان أن لا يعمل من أجل المال ذاته، بل يعمل من أجل ما هو أهم، كالتعليم، واكتساب الخبرة، مشيراً إلى أنه إذا تعلّمت وزادت خبرتك وتعدَّدت قدراتك، وقدّمت للناس ما يُفيدهم، فإنَّ المال سيأتيك حتماً.. إذن المعرفة والخبرة والعمل عوامل تؤدي إلى كسب المال، والعكس صحيح، وقد قِيل: القناعة كنزٌ لا يفنى، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة حينما قال: اللهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store