Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ليلة في محافظة القطيف

في اليوم الوطني (28/11/1435هـ) كانت لي رحلة إلى محافظة القطيف مع ثلة من زملاء من الأعضاء السابقين في مجلس الشورى وبعض أساتذة جامعة الملك سعود وبعض أعضاء مجلس أمناء مركز جمد الجاسر، وكانوا صحبة كرامًا

A A
في اليوم الوطني (28/11/1435هـ) كانت لي رحلة إلى محافظة القطيف مع ثلة من زملاء من الأعضاء السابقين في مجلس الشورى وبعض أساتذة جامعة الملك سعود وبعض أعضاء مجلس أمناء مركز جمد الجاسر، وكانوا صحبة كرامًا يسعد بهم جليسهم ومرافقهم في الحضر والسفر.
كان الغرض من الرحلة حضور محاضرة عن الشاعر خالد الفرج الذي عاش في أكثر من دولة من دول الخليج، لكنه قطن القطيف أكثر سنوات حياته، وكنا على موعد في منتدى م/جعفر الشايب مع الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وأ.عدنان العوامي اللذين أبدعا في تسليط الأضواء على حياة هذا الشاعر وملاحمه الشرعية وشعره وطرف من أخباره، وكانت مناسبة اليوم الوطني وقتًا مناسبًا للتذكير بهذا الشاعر، وقد شهدت الندوة حضورًا كثيفًا ومشاركات، ولقينا من أهل القطيف الذين زرناهم أو التقينا بهم في المنتدى كل حفاوة وأطلعونا على معلومات نفيسة عن تاريخ القطيف وحاضرها الزاهر.
كانت لنا جولة سريعة في القطيف بحسب ما سمح به الوقت، شاهدنا كثيرًا من تطورها ومن شاهدها التاريخية، وقفنا على قلعتها التاريخية المشهورة في تاروت، وقد اوضح لنا السيد عدنان العوامي أن ما يقال عن أن الذين بنوها البرتغاليون عند غزوهم الخليج العربي غير صحيح فهي أقدم من ذلك وهم قد فوجئوا بالقلاع فيه، والقلاع نمط عربي، وقد لاحظت عند زيارتي للشبونة عاصمة البرتغال فكل القلاع التي اطلعونا عليها قلاع عربية، ولم يذكروا لنا قلعة غير عربية.
وبجوار القلعة عين تاروت التي كانت تسقي مئات النخيل وغد غارت الان، وكانت تنبع إلى وقت قريب، وتاروت جزيرة كبيرة يزيد سكانها عن ثمانين ألفًا، وتربط بالبر بثلاثة طرق حديثة، ومازالت بها بعض النخيل التي تزدان بها جمالًا اضافة إلى البحر.
القطيف اتسعت واتصلت بالدمام، وقد استوقفنا أمران أولهما ردم كثير من الأجزاء البحرية وتحويلها إلى مناطق سكنية وهي خسارة بكيرة لعدم الحاجة إلى دفن البحر في بلاد ليست فيها قلة في المساحات الأرضية، أما الأمر الآخر فهو تحويل كثير من أراضي المحافظة الزراعية إلى أراض سكنية وهي خسارة أخرى بتحويل واحة زراعية إلى مبان اسمنتية، وقد قرأت في إحصائية أن القطيف فقدت 84% من نخيلها مما يعني انحسارًا للزراعة وخسارة لهذه الشجرة المباركة، قد يكون السبب هو جفاف العيون وانصراف أبناء الفلاحين إلى الأعمال الأخرى الأكثر دخلًا وأقل جهدًا، ولكن مع ذلك كان ينبغي ألا تتحول المساحات الخضراء إلى مبان سكنية يمكن أن تبنى في مناطق أخرى غير صالحة للزراعة.
القطيف جميلة بحفاوة أهلها، وببحرها وبنخلها، وبمنتداها الثقافي الذي جمع أبناء الوطن من كل مناطق بلادنا في يومها الوطني، في تجسيد للوحدة الوطنية التي ينبغي أن نعض عليها بالنواجذ لحفظ أمننا واستقرارنا، وكان هذا مجال حوار ثري في منزل د.عبدالرحمن الجعفري في الدمام قبيل مغادرتنا للرياض.

الفاكس: 012389934
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store