Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

احتياجات الشعوب.. مصدر أمان واستقرار للدول

"الوضع الأمني والسياسي في الوطن العربي يتجه إلى الأسوأ، ولا مناص من تحمّل التبعات التي ظهرت ولا تزال" (جريدة الرياض تحت عنوان: ندوة الأوضاع السياسية والأمنية في الوطن العربي القادم أسوأ)، لكن الأهم هي

A A
"الوضع الأمني والسياسي في الوطن العربي يتجه إلى الأسوأ، ولا مناص من تحمّل التبعات التي ظهرت ولا تزال" (جريدة الرياض تحت عنوان: ندوة الأوضاع السياسية والأمنية في الوطن العربي القادم أسوأ)، لكن الأهم هي تلك القضايا والأطروحات التي تسيَّس على حساب المصالح ليبقى المشهد مشوشًا، بل وحاضرًا للتدخل في أي وقت، ما دام أن الإرهاب هو ذريعته الكبرى، وما دام أن فاتورته ستُدفع، وأجنداته تُنفَّذ وبكل دقة، والخافي حتمًا أعظم! وأصاب التشاؤم المشاركين في الندوة؛ فالوضع العربي المخجل والمخيف والمثير في تطوراته وتداعياته ترك إرثًا ثقيلاً من التخلف والإرهاب والتعصب والطائفية المقيتة، فهذا الوضع أوصل الجميع إلى حالة من اليأس والإحباط والتأزم، وبقوا مجرد متفرجين على نهاية مصيره وتحديدًا بعد أن تكالبت عليه ظروف داخلية وأخرى خارجية جمع بينهما الصراع والثورة والتحزب، ووصل الجميع مع كل ذلك إلى طريق مسدود تدفع إليه خلافة مزعومة، وإمامة منتظرة، وثائرون على الطريق، ومن وراء كل ذلك حكومات فاسدة وظالمة قتلت شعوبها، وصراعات على التقسيم، والتخوين، والضجيج، متغافلين عن خطر التفكك الداخلي العربي وتحديدًا تغذية الخلافات، والتصنيفات والتحالفات، وإيديولوجية الفكر المتطرف في كل دولة.
الدكتور سالم الغامدي أوضح أن الحرب المعنوية إنما هي جزء من صراع تعيشه المنطقة لمحاولة التفتيت من الداخل، ولذلك عندما يطرق الأجنبي عدة مرات؛ لن يُفتح له ما لم يجد من يفتح له من الداخل، وهذا هو الشيء الذي تعاني منه المجتمعات العربية، وهذا هو النوع الثاني من إستراتيجيات بعض القوى الدولية، وهو العمل على خلخلة الدول المستهدفة من الداخل بدون اللجوء إلى العمل العسكري، وبمحاولة تفتيت الأسس الثقافية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف التماسك الداخلي، وزرع الفرقة والاختلاف بين أفراد المجتمع الواحد، ناهيك عن إشكاليات تهدد الجبهة الداخلية للدول العربية، فإيران وما تقوم به من زعزعة سافرة لأمن المنطقة واستقرارها، وتدخلاتها السافرة في شؤون دول الجوار، ناهيك عن تفاقم واضح لأزمة السكان ممن هم في سن الشباب، وما ينتج عن ذلك من تفاقم أعداد البطالة لقلة فرص العمل، إذ غالبية السكان تحت مستوى خط الفقر، ثم ما يكون من حال التطرف الديني السائد، والتجارة بالدين من قبل بعض رجال التيار الديني، وبعض الدعاة والواعظين ومفسري الأحلام وخروجهم بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية عن سياقها لاسيما في الجهاد ومقاتلة المشركين.
إن انعدام الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وانعدام الوحدة الوطنية، وتفاقم التعصب الديني والمذهبي والطائفي والقبلي، مع تفاقم الفساد والبيرقراطية، وتدهور وتخبط الاقتصاد لدى بعض الدول المستبدة، كل ذلك من شأنه أن يضعضع الاستقرار الأمني والسياسي الداخلي لتلك الدول بشكل كبير وسريع. والسؤال الملح هنا هو: ما المطلوب للتعامل مع الواقع العربي من أجل أمن ومستقبل الأجيال القادمة؟ ولعل من الأهمية بمكان لتقديم إجابة عملية ما؛ يتحتم تلبية احتياجات الشعوب باعتبارها خط الدفاع الأول، ويجب الإدراك جيداً أن الشعوب لن يبقى طموحها مرهونا بطموح ورؤية أحادية.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأدم علينا نعمتي الأمن والاستقرار، واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا يا رب العالمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store