من عادة المتابع الرياضي أنه يحب المفاجآت فهو يفضل دائمًا أن تتفوق الفرق الصغير والمتوسطة على الفرق العملاقة من أجل زيادة الإثارة والمتعة، وهذا ما حدث بالضبط بداية المونديال إلاّ أنه سرعان ما ظهرت الواقعية، وعادت الموازين إلى نصابها، وكأن الفرق الكبيرة أدركت مكانتها وهيبتها، وعادت لتمارس سحرها، وتفرض نفسها على عالم المستديرة.نعم عادت البرازيل بقوة في لقاء ساحل العاج، وعزفت ألحان السامبا بثلاثية ولا أروع، وتأهلت للدور الثاني، وقطعت الطريق على كل منتقديها، وأحبطت مفاجآت الناموس والفيلة، والأمر نفسه ينطبق على الأسطول البرتغالي الذي فجّر غضبه بنتيجة كبيرة كان ينقصها هدف واحد لتذكرني بذكريات مريرة لا أريد أن أتذكّرها.إسبانيا تعاملت بواقعية مع منتخب الهندوراس، وأدركت أخيرًا أن هز الشباك أهم من المتعة والإثارة، والأمر ذاته ينطبق على الأرجنتين الذي عوّض الأداء الباهت أمام نيجيريا برباعية مزقت شباك الشمشون الكوري، وما دمنا نتحدث عن الأرجنتين فدعوني أقل بأن مارادونا محظوظ جدًّا في وجود لاعب اسمه ليونيل ميسي، الذي يعيد لعشاق الكرة صورة مارادونا اللاعب الذي يحمل فريقًا بأكمله.خروج الفرنسيين من الدور الأول لا يعد مفاجأة في ظل وجود عقلية عنصرية ترفض وجود اللاعبين العرب الذين صنعوا لفرنسا اسمًا في عالم كرة القدم، فإذا كان دومينيك يرى أنه مدرب أسطوري، فالأولى أن يعتزل التدريب بعد نهاية المونديال؛ لأن سمعته أصبحت في الحضيض بعد فضائح المعسكر الفرنسي هناك في جوهانسبرغ.لو كنت نيوزلنديًّا لرقصت فرحًا في شوارع نيوزلندا بعد التعادل الذهبي مع الأزوري الإيطالي الذي ضاع في لعبة الأفكار التي ألّفها فيلسوفه ومدربه مارشلو ليبي الذي سيكون محظوظًا جدًّا لو تأهل للدور الثاني.أخيرًا خسر الألمان أمام صربيا، ولكنهم من وجهة نظري كسبوا النقاط الثلاث؛ لأنهم غيّروا مفهوم كرة القدم عندما تعاملوا مع الصرب بعشرة لاعبين، كأنهم يلعبون بعشرين لاعبًا داخل الملعب، كيف لا وكرة القدم لا تعرف إلاّ الكبار مهما حدث؛ لأن الكبار بدأوا يوجهون صفعاتهم قائلين: (اصحَ يا نايم ).Ammarbogis@gmail.com
اصحَ يا نايم
تاريخ النشر: 23 يونيو 2010 12:16 KSA
من عادة المتابع الرياضي أنه يحب المفاجآت فهو يفضل دائمًا أن تتفوق الفرق الصغير والمتوسطة على الفرق العملاقة من أجل زيادة الإثارة والمتعة، وهذا ما حدث بالضبط بداية المونديال إلاّ أنه سرعان ما ظهرت الواقعية، وعادت الموازين إلى نصابها، وكأن الفرق الكبيرة أدركت مكانتها وهيبتها، وعادت لتمارس سحرها، وتفرض نفسها على عالم المستديرة.
A A