Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عبدالرحمن فقيه.. رائد التطوير العقاري

الشيخ عبدالرحمن فقيه، أحد أبرز أبناء هذا الوطن، رجل من أهم الرموز الاقتصادية السعودية، لديه رؤى ونظرة مستقبلية ثاقبة، مكّنته بأن يصبح رائدًا من رواد التطوير العقاري بالمملكة، وأول المطورين العقاريين ب

A A
الشيخ عبدالرحمن فقيه، أحد أبرز أبناء هذا الوطن، رجل من أهم الرموز الاقتصادية السعودية، لديه رؤى ونظرة مستقبلية ثاقبة، مكّنته بأن يصبح رائدًا من رواد التطوير العقاري بالمملكة، وأول المطورين العقاريين بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة، أحدث نقلة حضارية بالجزء الغربي الكائن أمام الحرم المكي، ونَقَلَه من مناطق عشوائية مغلقة ذات أوقاف ومنازل متهالكة وأزقة ضيقة عديمة المنافذ، إلى مناطق حضارية يحتذى بها، إضافة إلى منطقة أخرى جبلية تُعرف بـ(جبل عمر)، وهي المنطقة المنحدرة بعناصرها الطبيعية منطقة منعزلة عن الشوارع الرئيسة، عشوائية التخطيط بدائية البناء والعمران؛ لكن بالعزيمة والتخطيط والرؤى المستقبلية الواعية تم تحويلها إلى منطقة نموذجية مشجّعة، وكل ذلك تحت مظلة (شركة مكة للإنشاء والتعمير وشركة جبل عمر) ليصبح الوجيه ومنذ أكثر من ربع قرن رائدًا للتطوير العقاري، وهو رجل لا يقبل بغير الريادة في إنجازاته بديلًا، ومن مؤشرات ذلك أنه أول من أدخل صناعة الدواجن بمفهومها الحديث إلى المملكة، وهو أول مالك للوجبة السريعة ومنشؤها في المملكة (سلسلة مطاعم الطازج)، وأول من أحدث نقلة نوعية للمطاعم والأماكن السياحية بالكورنيش الشمالي بمدينة جدة (الاكواريم شركة فقيه للسياحة)، وأول من قام بتشجير مشعر عرفة، ونفّذ مشروع شبكة المياه التي تنشر الرذاذ المرطب للجو في أيام الصيف الحار لتلطيف الجو لحجاج بيت الله، وكان أول من فكّر بمشروع تكييف المنطقة المركزية بالحرم المكي، وغير ذلك من المؤشرات الملموسة الناطقة بريادة الوجيه للأعمال التي يتولى تنفيذها مع عدم الرضا إلا بالمواصفات عالية الجودة التي ميّزت جميع مشروعاته.
إن ما شجعني على كتابة مقالي هذا لقائي مع الدكتور محمد سعد يماني في منزل أخيه المستشار أسامة ذات مساء، وبوجود نخبة من الأصدقاء والمثقفين، وانتهزت فرصة وجوده لأُوجّه له بعض التساؤلات وبعض الإيضاحات كونه عمل مستشارًا لشركة مكة منذ تأسيسها، وله باع طويل في التطوير العمراني، فطلبت إليه أن يتحدث عن فكرة مشروع شركة مكة للإنشاء والتعمير، وكيف بدأت الفكرة، وكيف نفذت؟ أجاب وبكل أريحية أن الشيخ عبدالرحمن فقيه كان يحلم بتملّك منزل قرب الحرم، ولعشوائية المنطقة الكائنة أمام الحرم (حي المسفلة)، وضيق أزقّتها لم يتمكن من تحقيق حلمه، فأصرّ بحماس وعزيمة وإصرار على تطوير المنطقة البالغ مساحتها 14000 متر، وحصل على دعم من الملك فهد -رحمه الله-، وعلى ترخيص للشركة، فتحمَّس الشيخ عبدالرحمن لتحويل المنطقة من منطقة عشوائية عديمة المنافذ ذات أزقة ضيقة، وذات مبان متهالكة، وغالبًا ما يصعب إيصال المرافق والخدمات الضرورية إليها، ناهيك أن البيئة الصحية والتعليمية سيئة أو شبه معدومة، فخاطر الشيخ فقيه واشترى بعض العقارات وطلب من الآخرين الشراء، وطلب من الآغوات المساهمة في المشروع، إضافة إلى مُلاّك العقارات بالمنطقة، إما المساهمة بقيمة عقاراتهم التي تقدرها لجنة محايدة، أو تعويضهم في حالة عدم الرغبة في المساهمة.
وفي النهاية وبرغم كل تلك المعاناة التي واجهها الشيخ عبدالرحمن إلا أنه حصل على مبتغاه، حيت أحدث نقلة نوعية وحضارية بالمنطقة كانت هي الأولى من نوعها في أطهر بقعة على وجه الأرض، فتم تحويلها إلى أبراج سكنية، وفندق عالمي، ومركز تجاري، ومواقف للسيارات، ومصلى يتسع لـ 20000 مصل، وحققت شركة مكة عام 1433هـ أرباحًا بلغت 19.6% من رأس مالها، وهو ما لم تحققه أي شركة تطوير عمراني، ناهيك عن أنه من مؤسسي شركة جبل عمر ذي الطبيعة الجبلية الصلبة حيث يعتبر تحديًا صعبًا واجهه الشيخ عبدالرحمن إلا أن الإرادة والعزيمة والإصرار كانت هي ما أزالت الكتلة الجبلية ذات المساحة 230000 متر مربع، وحولت المنطقة إلى أبراج سكنية، وفنادق ليصل عددها 37 برجًا منحدرة الارتفاعات، ومصلى يتسع لـ85000 مصل، ومواقف للسيارات، ومركز تجاري بمساحة 13000 متر مربع، ويتسع المشروع لـ36000 ساكن، و150000 مصل، وجارٍ العمل على تكملة المشروع.
لقد نقش الشيخ عبدالرحمن اسمه بحروف من ذهب في سجل تاريخ التطوير والتحديث العقاري في أطهر بقعة أرض حول بيت الله الحرام، ولم يسبقه إليها أحد؛ فالنقلة التي أحدثها للمكان والإنسان ستظل مسجلة عبر الزمن في سجله الحافل بالإنجازات، وسيستمر الدعاء للرجال المخلصين الأوفياء أمثاله من الذين قدّموا وما زالوا يقدّمون لمكة وأهلها، ولضيوف الرحمن ما يرتقي بها وبإنسانها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store