Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

(الشقر).. قصائد تعجيزية وتوظيف للمفردات مثير للدهشة

No Image

بقراءة الموروث الشعبي في منطقة الباحة يتجلى لنا مجموعة من الحقائق، في مقدمتها طلاقة اللسان وفصاحة الكلمة والمعنى، وابتعاده عن الهجين من اللغة..

A A
بقراءة الموروث الشعبي في منطقة الباحة يتجلى لنا مجموعة من الحقائق، في مقدمتها طلاقة اللسان وفصاحة الكلمة والمعنى، وابتعاده عن الهجين من اللغة.. ويتبين أن شاعر الشقر بتعدد ألوانه استطاع أن يدون مجريات الحياة ووقائع العصر بأسلوب وصور بلاغية لا تقل تأثيرًا عن الفن التشكيلي أو شعر النظم والشعر الفصيح وقال الباحث في الموروث الشعبي إبراهيم الزهراني: إن من شعر الشقر في منطقة الباحة، القصائد التعجيزية وهي مثيرة للدهشة وتجلب المتعة للمتلقي أثناء فك رموزها وتأمل معانيها، والانبهار بإبداع الشعراء على صناعة الجناس وتوظيف المفردات في أكثر من بدع ورد على جميع كلمات القصيد الواردة في النص الشعري وليس لقافية واحدة، وذلك التحدي بين الشعراء يظهِر الأقوى منهم، وكذلك من يثبت عجزه على استخدام الجناس وشقر جميع الكلمات والقوافي بحيث يستمر الجناس مع عدم تكرار المعنى باستخدام نفس الكلمات دون تغيير وللشقر الجنوبي إقبال كبير من متذوقيه، خصوصًا الشعر القريض منه، حيث يتجلى فيه نوع من التحدي في لعبة الجناس، التي يعتمد عليها شعر الشقر وتعد من المهارات الأدبية الممتعة، ولشعراء الرمز بمنطقة الباحة في موروثهم الشعبي وقفات تتعدد ملامحها وصورها بتنوع الأمزجة والأخيلة الشعرية، نظرًا للتنوع البيئي والثقافي، الذي كان له دور في التركيز على صناعة الرمز، واستعارة العديد من الرموز، وهناك العديد من الدلالات الرمزية، التي تتكرر لدى شعراء الباحة مثل: النمر ويرمز به للشجاعة والجمل للصبر، والجبال يقصد بها الرجال، والرياحين والورود والكادي يقصد بها جمال النساء، وفي الواقع أن شعر الشقر الذي يعد الأصل للزهيريات لا يتوقف على الصناعة اللفضية أو التعجيزية، بل إن له دلالات رمزية تغيب عن الكثير، خلافًا لتوازن هذا الشعر بين الحقيقة والمجاز، فهو ليس بالمبهم ولا بالواضح، بل إنه يعتمد على الغموض ولا يفهم من سياقه كل ما يحتويه من معان، ويحتاج استخراج معانيه وفك رموزه إلى توقد الذهن في معاريج خفية من الفكر والحدس لدى ذائقة المتلقي.. ومن أهم شعراء المنطقة من الذين برعوا في نظم شعر الشقر الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني، الذي برع في صناعة القافية الحديثة القابلة للشقر، والتي يسهل توظيفها في الرد مع قوة المعنى والمضمون، وكذلك الشاعر المعروف عبدالله البيضاني.. وهذه إحدى النماذج الشعرية المميزة من إبداع الشاعرين.
- البدع / عبدالواحد الزهراني
قلتها يابفت لاوالله ما مثله نسيج حد
مصنعه في دولة اليابان ماهو في مداين سينا
وا خيوطه ما تلبسها الذليل ولا تخاط له
تعرفه لو ما تشوف الماركه والدمغه المعروفه
ماحدن سلط عليه النور لكنه بغا يضي
الله وش ذيك الثياب اللي تشوق العين وتناسبها
شفتها في مركز الجمجوم بعد الحبك راهيه
- الرد / عبدالله البيضاني
اما انا عاشرت لي مخلوق لكنه نسي.. جحد
ما احسب الدنيا تفرقنا ولا بعد المدى ينسينا
قام يحذفني ويرميني وانا كنت اتخاطله
وانا ماتجاهل بمعروف الصديق اللي بذل معروفة
والصداقه ما بنيناها على جدر البغايضي
والغشيم اللي تجاهل صحبة الأبطال واتناسبها
رد في الطيب قبيح ورد بعد الحب كراهية
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store