Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مجلس الشورى وإيجابيات “السعودية”

ما من مواطن مُنصف يُنكر تلك الجهود التي بذلها ويبذلها أعضاء مجلس الشورى في تبنِّي بعض القضايا، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، أو صحية أو تعليمية...

A A
ما من مواطن مُنصف يُنكر تلك الجهود التي بذلها ويبذلها أعضاء مجلس الشورى في تبنِّي بعض القضايا، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، أو صحية أو تعليمية... أو غير ذلك من قضايا تَهمّ المواطن، حاضره ومستقبله، ولا يُقلِّل شخص من كفاءة بعض الأعضاء في مناقشة كثير من القضايا بالتحضير والإلمام التام للمعلومات، والبحث والتقصي عنها، والتحضير لها قبل مداولتها للنقاش.
في السابق ناقش مجلس الشورى بعض القضايا عن الخطوط السعودية، إلا أن مناقشة بعض الأعضاء لهذا الموضوع تحديدًا كانت تفتقد للمعلومة الحقيقية، وقد كتبتُ مقالًا عن ذلك في وقتها، بعدها اتصل بي المتحدث الرسمي للمجلس وأفادني بالحرية الممنوحة للعضو لمناقشة القضايا بصرف النظر عن صحة المعلومة من عدمها!.
قد يسأل البعض لماذا أُدافع عن الخطوط وهي قادرة عن الدفاع عن ذاتها؟ وما المصلحة الشخصية من ذلك؟ أنا شخصيًا ليس لي مصلحة شخصية مع الخطوط، أو أي مؤسسة أو دائرة أو جهة أخرى؛ لكني ككاتب رأي أبحث عن المعلومة بعد التأكد من مصدرها، ففي جلسة مجلس الشورى المنعقدة بتاريخ 2 صفر انتقد بعض أعضاء المجلس الخطوط السعودية وما تقدمه من خدمات لعملائها، طارحين عددًا من السلبيات والإشكالات في هذا الإطار؛ حيث أكدوا في مناقشاتهم على عدم قدرة الخطوط على توفير المقاعد والرحلات المطلوب تلبيتها بشكل مستمر، وأن الخطوط لا تزال في مراتب متأخرة ضمن ترتيب العالم أسوة بمثيلاتها من خطوط الطيران العربية الأخرى، وأنها بحاجة إلى 35 طائرة جديدة على الأقل، والاستفادة من مساعدي الطيارين الدارسين على حسابهم، والطيارين العسكريين المتقاعدين، ومن في حكمهم، والحاجة الماسة إلى زيادة الرحلات الداخلية لكافة المطارات، وإعادة الهيكلة، وإعطاء الشباب فرصة للمشاركة في التطوير، وتعطل نظام الابتعاث... إلخ.
إن للأعضاء الحق في مناقشة القضايا بحرية مطلقة وبما يخدم المصلحة العامة؛ لكن الواجب يتطلب من العضو الكريم عندما يناقش قضية ما تحت قبة المجلس، وأمام مرأى ومسمع العامة، فالواجب أن يكون ملمًّا بالمعلومة من مصدرها أو من مصادر أخرى دقيقة وموضوعية ليكون النقاش ذا جدوى، ولا يجب أن يكون نقاش العضو لمجرد المشاركة، كما حدث في الجلسة التي ناقش فيها المجلس وضع الخطوط وقال: إنه مؤلم، وأن خسارتها مليار ريال!.
إن ثمة قصورًا حاليًا دون شك في عدد من الخدمات، وهو ما يعترف به مسؤولو الخطوط، ويعاني منه الجميع، لكن وضع الخطوط غير مؤلم إطلاقا طالما أنه في نمو وتطوير وتحديث مستمر. وقد تجاهل بعض الأعضاء أهم عنصر في التطوير ألا وهو أن البنى الأساسية والتحتية للمطارات الحالية لا تساعد على التطوير والتحديث بالشكل المطلوب، ولا تساعد على زيادة عدد الرحلات لقلة المخارج، وإذا تأخّرت طائرتان في أي مطار بالمملكة أربكت صالة المسافرين، خلاف المواسم، وأقرب دليل ومؤشر على هذا عندما احتل مطار جدة -على سبيل المثال- موقعًا متأخرًا على مستوى مطارات العالم، والشرق الأوسط، والسؤال: لماذا يستمر بعض أعضاء المجلس الموقر في إظهار السلبيات دون الإيجابيات التي يجب ذكرها والإشادة بها، فقد تم تحديث أسطول "السعودية" وجارٍ استكماله، وطال التحديث والتطوير مجالات التدريب والتأهيل والبنية التقنية عالية الجودة، وخصخصة 7 شركات مربحة، وغير ذلك بما لا يفي المقام بذكره وعدّه.
إن مقارنة الخطوط السعودية بمثيلاتها كالخطوط الإماراتية والقطرية مقارنة غير عادلة، فالخطوط الإماراتية أو القطرية خطوط مازالت تملكها الحكومة في البلدين، لذلك أسطولهما يضاعف أسطول السعودية، ناهيك عن انعدام الرحلات الداخلية للإماراتية والقطرية، في حين أن الخطوط السعودية لديها 26 مطارًا داخليًا، وتم شراء طائراتها بتمويل ذاتي، وبالاقتراض من بنوك عدة؛ فأي مقارنة تلك؟! ناهيك عن خسارة تجاوزت المليار ريال من الرحلات الداخلية!
إن تجاهل بعض أعضاء مجلس الشورى للنمو المستمر والناتج عن عدم الإلمام بالحقيقة، هو سبب كثير من الإشكالات، وإلا فأين المجلس عن حصول الخطوط السعودية على جائزة إنجازات الأعمال العربية لعام 1413هـ كأفضل شركة طيران على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ومن جهات محايدة خلال متابعة أدائها ونموها؟!
مجموعة سكاي تراكس المتخصصة في تقييم خدمات ومنتجات شركات الطيران أعلنت فوز الخطوط بجائزة أفضل مقاعد للدرجة السياحية، وأفضل وسائل للراحة للدرجة الأولى على مستوى الصناعة، وجائزة أحسن وأفضل شركات الطيران العالمية تحسنًا من حيث الخدمات والمنتجات، وتم رفع تصنيف الخطوط من ثلاث إلى أربع نجوم، أيضا تجاهل بعض الأعضاء إعداد وتأهيل الكوادر البشرية، ومشروعات تقنية المعلومات في مجالات الحجز وخدمة العملاء وأنظمة العمليات الجوية، والشركات ومكاتب المبيعات في الداخل والخارج، ومشروع مجمع للتقنية الذكية المزمع إنشاؤه... وغيرها من مشروعات.
وبشأن التدريب والتأهيل، لا يفوتني القول: إن ثمة برامج للابتعاث الخارجي (برنامج خادم الحرمين الشريفين)، ناهيك عن برنامج الرواد، والبرنامج التدريبي في مجالات المبيعات والحجز، وخدمات المطار، والتي سوف تنعكس إيجابًا على مستوى الخدمة المقدمة للمسافرين، ناهيك عن برنامج الابتعاث للتدريب على الطيران، والدراسة المتخصصة لجميع علوم الطيران، إضافة إلى قبول مساعدي الطيارين الدارسين على حسابهم الخاص، الذين تتوفر فيهم الشروط والمعايير المطلوبة، حيث بلغت نسبة السعودة 100% في وظائف المضيفين، و100% في المجالات الإدارية والمالية، إلى جانب 79.12% في وظائف قائدي الطائرة و97.49% في وظائف مساعدي قائدي الطائرات.
وفي شأن الأداء التشغيلي فقد حققت الخطوط ارتفاعًا غير مسبوق في أعداد الرحلات ومعدلات انضباطها، إلى جانب أعداد الركاب، بحيث زادت أعداد الركاب 327.073 راكبًا عن نفس الفترة من العام الماضي، وارتفعت الرحلات المجدولة والإضافية من 14.979 رحلة إلى 16.118 رحلة، ووصل معدل الانضباط للرحلات الداخلية 91.43% والرحلات الدولية 94.06%.
أليس هذا استمرار في النمو والتطوير برغم الخسارة المستمرة من الرحلات الداخلية، ووقف الدعم المالي المعتاد لاعتمادها على ذاتها؟!.
إن الإيجابيات والمبشرات كثيرة فقط لمن يحاول البحث عنها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store