في الأسبوع الماضي زرت دولة فنلندا الرائدة في مجالات اقتصاد التقنية المعرفية والإبداعية وهي دولة يسكنها حوالى خمسة ونصف مليون مواطن يقيمون في مساحة لا تتعدى 400 ألف كيلو متر مربع اشتهرت بغابات كثيفة وبعض المعادن ولكن حباها الله بشعب تميز بروح عصامية قل مثيلها فالفنلندي بطبعه مبدع ومتطلع ولا عجب فقد اهتمت الدولة بالتنمية البشرية والتعليم والاستثمار في الإبداع التقني وتتميز المؤسسات التعليمية الفنلندية بمستوى تعليمي رفيع من حيث الجودة والمخرجات ومن حيث التجربة المدهشة في تدريس مادة الرياضيات للطلاب وهي طريقة استعانت بها إسبانيا لأن المدارس الإسبانية كانت تعاني تراجعًا مزعجًا في مادة الرياضيات وبعد التجريب جاءت النتيجة ارتفاع في مستوى الطلاب الإسبان بصورة استثنائية والمدهش أن المدرسة الإسبانية التي استنسخت المنهج الفنلندي وطبقته على الطلاب لم يكن طلابها يعرفون اللغة الفنلندية ولكن النقل الناجح أغرى الإسبان بتعميم التجربة.
وإلى فنلندا يعود الفضل في استعادة الطلاب الإسبان لمكانتهم الأكاديمية الرفيعة والتي أهلت الاقتصاد الإسباني أن ينهض وينافس لأن رأس المال البشري اعتبر أهم أعمدة الاقتصاد وهو ثمرة التعليم الناجح.
ارتبطت فنلندا بشركة نوكيا ارتباط الدجاجة بالبيضة ولا تستطيع أن تقول من أنتج الآخر ولكن في المحصلة لفنلندا هاتف نقال بجودة وصيت وسمعه أكدت قفزة الصناعة والتقنية الفنلندية وهو وضعها أهلها لتوفير منتجات تكميلية تكاد تستخدم في كل منتج كامل وفي معظم الصناعات التقنية العالمية لأن الشركات العالميه صارت تثق في منتجاتها وفي الحقيقة نوكيا شركة كبرى في فنلندا وفي أنحاء العالم وهي ابتدعت خدمات التواصل وتشمل ثلاثة أقسام فهناك شركة للبرمجة ولأبراج الاتصالات وهناك أخرى للتواصل بالخرائط وهناك قسم الأبحاث وبراءة الاختراعات وبالطبع من شركات فنلندا الشهيرة شركة كوني التي تنتج المصاعد بجودة مدهشه فضلًا عن شركات كبرى تعتمد اقتصاد المعرفه أسلوبًا ووسيلة ولهذا على صغر حجم فنلندا ومدينة هلسنكي التي يسكنها حوالى مليون ونصف تجد تقريبًا بكل حي معظم فروع للشركات العالمية من سيمانس إلى سيسكو لأن المنهج الفنلندي في الإنتاج مبني على مفهوم التنمية البشرية وعلى الإبداع والاستيعاب وليس التلقين والحفظ وهو ما أسهم في توفير كادر بشري للشركات وسرع من مساحة التفكير الإبداعي فيها.
والدرس الذي يمكن استيعابه بالنسبة لتجربتنا الاقتصادية بالمملكة هو ضرورة التركيز على التعليم والمناهج التي تحفز الإبداع وتشجع الأفكار الجديدة وتجربة فنلندا خير مثال من حيث تحقيق معنى (التواصل) الإنساني لا عجب أن صار الإنترنت في فنلندا بمثابة الماء والهواء من حيث ضرورة توفير خدمات الإنترنت لكل مواطن بالمجان والحال كذلك فإن توفير خدمات الإنترنت للمدارس والجامعات السعودية وكل مؤسسات الدولة التعليمية أضحى ضرورة إبداعية وربما حياتية.
وقد اندهش مبدع فنلندي من فكرة رسوم على الإنترنت في بعض بلدان العالم الثالث لأن في تصوره ضرورة حياتيه تخدم التنمية الاقتصادية وتوفر الزمن وتحد من البيروقراطية والتجربة الصناعية الإبداعية الفنلندية ما يصلح أن يكون الحكمة ضالة المؤمن التي أنى وجدها أخذها، ولهذا هناك ضرورة لرفع مستوى الطلاب في الرياضيات والتفكير الإبداعي مثلما أن هناك ضرورة برفع سرعة الإنترنت بالمؤسسات الحكومية والأهم توفيرها مجانًا لتسهيل الخدمات للمواطن ولقطاع الأعمال السعودي.
اقتصاد المعرفة
تاريخ النشر: 15 ديسمبر 2014 02:54 KSA
في الأسبوع الماضي زرت دولة فنلندا الرائدة في مجالات اقتصاد التقنية المعرفية والإبداعية وهي دولة يسكنها حوالى خمسة ونصف مليون مواطن يقيمون في مساحة لا تتعدى 400 ألف كيلو متر مربع اشتهرت بغابات كثيفة وب
A A