تختلف عادات الأفراح والزواجات في المملكة قديمًا من منطقة لأخرى، حتى إن هذا الاختلاف يصل إلى داخل المدن نفسها حسب عادات العائلات والقبائل، التي تسكنها، إذ تعتبرها إرثًا اجتماعيًا يجب الحفاظ عليه ونقله من جيل لآخر.وكان لأهالي القرى في الأحساء عادات وتقاليد وموروثات شعبية في الزواجات، ومنها عمل الفِتِيت، الذي يعتبر أكلة شعبية تعدها النساء كبيرات السِّن، وذلك قبل ليلة الدَّخلة بيوم أو يومين. والفتيت عبارة عن طحين محموص يُضاف إليها بعض الأشياء المُزيِنة وذات النكهة مثل الزعفران والهيل وماء الورد، وبعد إعدادها يتم وضعها في أوان أو عُلَب صغيرة ويتم توزيعها على الحاضرين رجالاً ونساء صغارًا وكِبارًا. وعلى الرغم من أن هذه الأكلة كانت أساسية خلال الأزمنة الماضية، إلا أنها تكاد تكون انتهت وانقرضت.
ليلة الحناء
وكانت ليلة الحِنَّاء التي تسبق الزواج بِليلة أو ليلتين تمثل إحدى الموروثات المهمة، حيث تقوم النِساء القريبات من العريس كأخواته أو خالاته أو عمَّاته بوضع الحِنَّاء في باطن يديه وقدميه، وتّتِم تحنية جميع الحاضرين من الأقارب.
غسولة الزواج
أما السبُّوحة أو غسولة الزواج فقد كان أصحاب العريس يصطحبونه عند العصر ويذهبون به إلى إحدى عيون الأحساء الشهيرة والمعروفة بمياهها مثل عين الجوهرية بقرية البطالية، والحارَّة بالمبرز، والخدود بالهفوف، وعين نجم، وغيرها.
ويشارك الشباب في تهيئة العريس وهندمته وتشخيصه والعودة به إلى البلاد, وزفَّهُ إلى منزله وسط فرحة عارمة من الأهل والأصدقاء والحاضرين.
ومن بين العادات أيضًا الجلوس في المجالس والديوانيات في ليلة الزواج، إذ يجتمع أفراد العائلة في بهجة وسرور، يرددون بعض الأناشيد والجلوات الإسلامية، فيما كان بيت العريس يسطع بجميع الأشكال والألوان وتكسوه الزِّينة. وكان العريس يجلس يوم زواجه من الصباح الباكر للتبريكات والتهاني في المجلس أو الديوانية ويبقى حتى قبل صلاة الظهر، ويعود في العصر أيضًا للتبريكات والتهاني.
ثلاث وجبات
وفيما يخص وجبة الضيوف، فقد كانت هناك ثلاث وجبات رسمية يعدها أهل العريس لِضيوفهم ولأهل القرية، حيثُ يتم إعداد وجبة الغداء والعشاء في اليوم الأول، بالإضافة إلى وجبة الغداء في اليوم الثاني، حيث يشرف على إعدادها طبَّاخون مَهَرَة وذلك في إحدى الساحات الكبيرة الموجودة في القرية، حيث كان يسمح للحضور بأخذ طعام لذويهم من الأطفال والنساء في البيوت. وبالنسبة للنِساء، فلهن بعض العادات والتقاليد والموروثات، حيثُ لم تكُن في ذلك الوقت الصالات والمشاغل النسائية، فيتم تجهيز العروس داخل البيوت من قبل بعض النِساء صاحبات الخِبرة في الحِنَّاء والمكيَجَة والترتيب.
التعطر بالمشموم
وعن العطورات فكان يوجد المشموم وهو نبات طيب ذو رائحة ونكهة طيبة يوضع على العريس والعروس، التي تلبس الملابس البسيطة المُزركشة اللَّامعة، إضافةً إلى وضع حلقات الذهب البسيطة في اليدين والأُذُنين.
زفَّة “المعاريس”.. حضور وبساطة وتراث
تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2014 01:06 KSA
تختلف عادات الأفراح والزواجات في المملكة قديمًا من منطقة لأخرى، حتى إن هذا الاختلاف يصل إلى داخل المدن نفسها حسب عادات العائلات والقبائل، التي تسكنها، إذ تعتبرها إرثًا اجتماعيًا يجب الحفاظ عليه ونقله
A A