Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سوق عكاظ: عودة مشرقة بعد “1300” عام من الاندثار

u0633u0648u0642 u0639u0643u0627u0638: u0639u0648u062fu0629 u0645u0634u0631u0642u0629 u0628u0639u062f u201c1300u201d u0639u0627u0645 u0645u0646 u0627u0644u0627u0646u062fu062bu0627u0631

يشكل سوق عكاظ معلمًا سياحيًا فريدًا في المملكة العربية السعودية، ورافدًا مهمًا من روافد السياحة، إذ يقوم السوق في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده اليوم الكثير من السائحين​ لمشاهدة

A A

يشكل سوق عكاظ معلمًا سياحيًا فريدًا في المملكة العربية السعودية، ورافدًا مهمًا من روافد السياحة، إذ يقوم السوق في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده اليوم الكثير من السائحين​ لمشاهدة السوق كمعلم تاريخي ضارب في جذور الماضي، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ، وبريق الحاضر، ويجد زائر السوق مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان، مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة التي تم تحديدها بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية.
عرف سوق عكاظ عند العرب بوصفه أهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق، حيث كانت القبائل تجتمع فيه شهرًا من كل سنة، يتناشدون الشعر ويفاخر بعضهم بعضًا، ولم يكن سوق عكاظ مكانًا ينشد فيه الشعر فحسب، بل كان أيضًا موسمًا اجتماعًا قبائليًا له دوره السياسي والاجتماعي الكبير، فقد مثّل عكاظ لقبائل العرب منبرًا إعلاميًا يجتمع فيه شيوخ القبائل بعشائرهم، وتعقد فيه مواثيق وتنقض فيه أخرى، كما كان السوق مضمارًا لسباقات الفروسية والبراز، وسوقًا تجاريًا واسعًا تقصده قوافل التجار القادمين من الشام وفارس والروم واليمن، ومنتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل وغير ذلك، ومنبرًا خطابيًا تقال فيه الخطب، وينصت له الناس، ومجلسًا للحكمة تحفظ فيه الحكم وتسير بها الركبان ويتمثل بها الناس.
ويعود تاريخ عكاظ إلى ثلاثة أو أربعة قرون قبل الميلاد وقد نشط في الفترة السابقة لظهور الإسلام، واستمر في عهد النبوة وصدر الإسلام أيام الراشدين وزمن بني أمية حتى سنة 129 هـ، حيث ثار الخوارج ونهبوه، وقد تأثر سوق عكاظ بتوسع الدول الإسلامية وانتقال مراكز الحضارة من الحجاز إلى دمشق ثم بغداد، حيث المدن الكبيرة، وبدأت الحياة الجديدة في الشام والعراق ومصر تجذب الناس إليها مع الاهتمام بالفتوحات مما أضعف الحاجة لسوق عكاظ ودوره التجاري خاصة.
وقد اهتم الملك فيصل، رحمه الله، بموضوع سوق عكاظ وتكونت اللجان من الجغرافيين والمؤرخين والأدباء لتحديد موقعه، فتهيأ لعكاظ رجال مخلصون أرادوا أن يعود إلى مجده وسابق عهده، وقد كان ذلك عام 1428هـ بعد انقطاع استمر حوالى ألف وثلاثمائة سنة. ومضى على افتتاحه ثماني سنوات حيث افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة انذاك. ويواصل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، في مسيرة سوق عكاظ.
وتأتي أهمية سوق عكاظ في الوقت الحالي في كونه ملتقى شعريًا وفنيًا وتاريخيًا فريدًا من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة، مستمتعين بالقيمة المعرفية والثقافية التي يقدمها السوق من خلال ندوات السوق ومحاضراته وفعالياته، كما يعيد سوق عكاظ إلى الأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم في كل مهرجان احتفالًا واحتفاءً بأحد شعراء المعلقات لتؤكد اتصال التراث بالحاضر.
ويقدم سوق عكاظ العديد من الفعاليات والمنافسات والجوائز على مستوى الوطن العربي، حيث يغطي مساحة واسعة من الإبداع الفني ابتداء من الشعر مرورًا بالفن التشكيلي والتصوير الضوئي والخط العربي وانتهاء بالفلكلور والحرف، وتتمثل هذه المنافسات في: جائزة شاعر عكاظ، وجائزة شاعر شباب عكاظ، جائزة لوحة وقصيدة، جائزة الخط العربي، جائزة التصوير الضوئي، جائزة الحرف اليدوية، جائزة الفلكلور الشعبي، وجائزة الإبداع والتميز العلمي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store