الملك سلمان .. عاشق التاريخ

يتميز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعلاقته الوثيقة بالمثقفين والإعلاميين حتى أطلق عليه صديق الإعلاميين، وهو ذو ذاكرة قوية في حفظ الأحداث التاريخية، ويتجلى ذلك في حديثه إذا تناول حدثًا تاريخيًا قديمًا أو معاصرًا، أو كتب معلقًا على بحث تاريخي أو مقال، فهو كما قيل عنه "عاشق التاريخ".
والملك سلمان ذو صلة وثيقة بالكتاب، فهو يقرأ كثيرًا، وإذا حدثك عن كتاب كان حديثه حديث القارئ للكتاب قراءة متعمقة، وبعض الكتب في عدة مجلدات، وبخاصة كتب التاريخ، إضافة الى متابعته الدقيقة لما يبث في وسائل الإعلام ويكتب في الصحف والمجلات، وقد تمر على البحث أو المقال مدة طويلة فإذا قابله الكاتب ناقشه فيه كأنه قد قرأه بالأمس، وهي مناقشة علمية تبدي رأيًا حول ما كتب استدراكًا أو تصحيحًا أو إضافة أو استحسانًا أو تشجيعًا للاستمرار في تناول الموضوع.
يتجلى عشق الملك سلمان للتاريخ من خلال رئاسته لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، فقد طور الدارة من إدارة صغيرة إلى مركز من مراكز البحوث والدراسات التاريخية وحفظ الوثائق الوطنية وافتتاح فروع لها في مناطق المملكة وإصدار مئات الكتب والدراسات والرحلات فضلًا عن مجلتها المتخصصة، وتشجيعه للبحوث والدراسات التاريخية من خلال جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وتاريخ الجزيرة العربية التي كرمت كثيرًا من المؤرخين بالإضافة إلى جائزة الأمير سلمان لطلاب الدراسات العليا في جامعة الملك سعود وكرسي الأمير سلمان لدراسات تاريخ المدينة المنورة في الجامعة الإسلامية ومركز تاريخ مكة المكرمة وغيرها من المراكز التي يرأسها ويشرف عليها الملك سلمان حفظه الله.
وعلى نطاق الواقع طور الملك سلمان مدينة الرياض من شبه قرية إلى مدينة كبيرة تضاهي عواصم العالم من خلال رئاسته لهيئة تطوير الرياض مع الحفاظ على السمات التاريخية لها، وبخاصة عندما أشرف على احتفالات مرور مئة عام على دخول الملك عبدالعزيز للرياض، ومن أهم ثمار ذلك طباعة كثير من كتب التاريخ وإنشاء المتحف الوطني الذي يظهر فيه تطور تاريخ بلادنا من أقدم العصور إلى وقتنا الحاضر، وفي الدرعية عمل على تطويرها والحفاظ على آثارها حتى سجل حي الطَّرِيف في اليونسكو أثرًا عالميًا، والتاريخ هو ذاكرة الأمة وسجلها للأجيال.
والملك سلمان نسابة يعرف أنساب قبائل المملكة وأسرها وما إن يعرض اسم قبيلة أو أسرة إلا تحدث عنها بالتفصيل، فهو مرجع تاريخي في الأنساب، وله عناية كبيرة بها، بل يمتد ذلك إلى خارج المملكة، وعلم الأنساب من علوم العرب التاريخية، قال عنه ابن حزم "علم الأنساب علم جليل رفيع، إذ به يكون التعارف، وحفظ الملك سلمان للأنساب يأتي في هذا الإطار، فما إن يقابله شخص من أي منطقة إلا حدثه حديث العارف المطلع عن أسرته أو قبيلته، وتعمق الملك سلمان في ذلك يعود لقراءته لكثير من كتب الأنساب ولقاءاته مع المواطنين وسماعه من الرواة الثقات مما جعله ذا معرفة واسعة بمجتمع المملكة.
إن الملك سلمان ذو ثقافة عالية، ولذا توثقت صلته بالمثقفين، وهو ذو متابعة يومية للأحداث من خلال وسائل الإعلام بكل أنواعها ولذا توثقت صلته بالإعلام والإعلاميين.