حديث الأربعاء

تقاطر المواطنون من كل مكان على قاعة قصر اليمامة في الرياض.. وقف الخاصة بجانب العامة، والصغير وراء الكبير لتقديم واجب العزاء في فقيد الأمة، وليبايعوا الملك الجديد ومن ارتضاهم الشعب لحماية مقدراته وأمن بلاده على هدي الكتاب والسنة، والتقى في هذه القاعة العالم كله ليشارك شعب المملكة في مصابه الجلل، تحوّلت "الرياض" إلى عاصمة للعالم اعترافًا بدورها وتأثيرها في عالم يسوده الاضطراب.
* شاهد العالم، الصورة البسيطة لعملية انتقال السلطة، التي تميَّز بها نظامنا الإسلامي، وتختلف عمّا يجرى حولها.. تتم بإرادة الناس الحرة، بلا متاجرة.. بلا شراء أصوات أو تزوير في صناديق الاقتراع.
* مشهد صادق لا تعقيد فيه ولا شكليات ولا لجان عليا للانتخابات تستنزف الأموال وتعطّل المصالح أو تعبث بإرادة الناخبين.
* صورة البيعة -كما شاهدنا- هي التي كان عليها أسلافنا الأوائل وهي المتبعة عندنا منذ تأسيس الدولة.. بهذه الصيغة البسيطة السريعة يتعزز الاستقرار. وهي تنسجم مع طبيعة شعوب عالمنا العربي الإسلامي الذي حين أرادت بعض دوله استيراد النظام الغربي للحكم، فشلت في تطبيقه. ولا تصدّقوا "فوكوياما" الذي يعتبر نهاية التاريخ، فيما وصل إليه نظام الغرب، ولننظر حولنا، هناك دول تنتظر شهورًا لملء سدة الرئاسة، وأخرى تأخذ شهورًا، تعيش فراغ سلطة لكي تؤلّف حكومة، وحدها شعوب تلك الدول، تدفع ثمن فراغ السلطة لتعثر ولادة الحكومة.
* ودّع الناس عندنا والعالم معنا ملكًا محبوبًا، واستقبلوا ملكًا له نفس المكانة يتسلم الأمانة، بخبرة نصف قرن.. لعل أبرز ما جاء في نهجه الجديد، التحرّك نحو الجيل الثاني داخل الأسرة، وهي علامة طيبة، ونسأل الله التوفيق.