Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإدارة الموازية

"كثيرون يؤمنون بالحقيقة وقليلون ينطقون بها".

A A
"كثيرون يؤمنون بالحقيقة وقليلون ينطقون بها".
المتابع للقراءة المتأنية في جملة الأوامر الملكية الصادرة في يوم الخميس (1436/4/9هـ) الموافق (2015/1/29م) يستوقفه أمران الأمر الأول منهما إلغاء اللجان والمجالس التي أفرزتهما الظروف في مرحلة سابقة وتبيّن لصانع القرار أنها إنما تمثل عبئًا بيروقراطيًا لا لزوم له ولا مفرّ من تخليص الإدارة الحكومية من تأثيراته المعيقة، فإدارة الملفات ومعالجتها من خلال تلك اللجان والمجالس إنما يُقلل من كفاءة الإدارة المسؤولة عن تلك الملفات بل ويحدّ من فعاليتها وهذا شأن الإدارة الموازية.
إنّ إلغاء (12) لجنة وهيئة عليا ومجلسا عاليًا أو أعلى، يحرر عملية صناعة القرار وينيط مسؤولية ذلك بالوزارة المعنية بالأمر مما يعني اختصار الوقت واختزال الاجراء وذلك ينعكس مباشرة على الأداء ويُعلي من شأن الانتاجية في المدى المنظور.. ويمكن الرجوع إلى قائمة اللجان والهيئات والمجالس التي ألغيت في صحف يوم الجمعة (1436/4/10هـ) وسنقف برهة عند "مجلس التعليم العالي والجامعات" وهو المجلس الذي كانت تُدار من خلاله ملفات التعليم العالي بل ومجالس الجامعات التي كان يرأسها وزير التعليم العالي حتى أنه في الآونة الأخيرة أصبح من المتعذر على الوزير رئاسة مجالس بعض الجامعات كافة، إما لانعقادها متزامنة أو لعدم وجود التنسيق، مما حتّم ايكال رئاسة تلك المجالس لمديري الجامعات لتعذّر وجود الوزير في موقعين في آن واحد!!
أما مجلس التعليم العالي الذي كانت تعرض عليه أمور أكاديمية صرفة من قبيل اعتماد فتح أقسام جديدة أو إلغائها أو تأسيس كليات أو إحداث برامج جديدة أو الموافقة على حضور أعضاء هيئة التدريس للمؤتمرات أو المشاركة في الفعاليات العلمية العالمية أو حتى التمديد والتجديد لأعضاء هيئة التدريس أو عمداء الكليات أو وكلاء الجامعات، فبعد إلغاء هذا المجلس ودمج وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم تحت عنوان "وزارة التعليم" سيتيح للجامعات إعادة بناء هويتها واستقلاليتها لتكون منافسة ومتفردة وهذا يتطلب أن يكون لكل جامعة مجلس أمناء يضع السياسات ويشرف على تنفيذها، على غرار ما هو مطبّق في جامعة الملك عبدالله (كاوست)، فليس من المعقول ان الإدارات التنفيذية في الجامعات تتولى وضع السياسات وتقوم على تنفيذها.. نتمنى على وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أن يعمل ما في وسعه لجعل جامعاتنا متمايزة وغير مستنسخة نتمنى نهوض (تعلومنا) على غرار (تعلومهم)!
* ضوء: (من ركب جده غلب ضده).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store