تجاوز حجم الفساد المالي في العالم، الألف مليار دولار في نهاية العام 2014م، وحسب تقرير البنك الدولي فإن هذا المبلغ يكفي لتسديد ديون دول كثيرة، يكفي لإصلاح حال شعوب فقيرة.. يكفي لإنقاذ ملايين البشر من الجوع والفقر والمرض، وكحرب العالم على الإرهاب، وحربه على المخدرات تحتاج شعوب الأرض إلى تحالف دولي لمحاربة الفساد، ينقذها من ويلات الفقر والبؤس الذي تعيشه.
***
ونحن في العام 2015م ينتظر ملايين البشر في أنحاء الكرة الأرضية، أن تكون دول العالم قد برّت بوعدها وأعدّت العدّة لتحقيق توصية الأمم المتحدة التي أطلقتها جمعيتها العامة قبل عقد من الزمان. ليكون هذا العام.. عام القضاء على الفقر. ويبدو أن العام سوف يمر دون أن يكون لتلك الدعوى صدى، بل إن التقارير تشير إلى ازدياد نسبة الفقر بشكل مخيف. وسوف تتذرّع الحكومات لتبرير قصورها وعجزها عن فعل شيء، بالظروف المأساوية التي تجتاح الكون، وانشغالها بالنزاعات الدولية، والحرب على الإرهاب، وإيواء الفارّين والمشرّدين في مناطق الصراع، ومحكافحة الفابيولا وأخواتها وباقي قائمة المبررات، والعالم يعي تمامًا أن تلك، هي نتاج الفقر والجهل والمرض.
***
أمّا في العالم العربي فنحن نعيش أوضاعًا مأساوية.. أنظمة تتهاوى، ودول تفتتت، ومدن تدمرت، ومراكز حضارة تختفي، والآلاف من البشر يُقتلون والملايين يشرّدون، يتم ذلك في غياب مصلحين عقلاء، كان عليهم أن يرفعوا أصواتهم عاليًّا قبل اشتعال الفتن واستفحال الأمر، ينادون بتحقيق العدالة الاجتماعية، يتصدّون بالكلمة الطيبة لمكافحة الفقر والجهل والمرض والفساد.. وقد لا يختلف على ذلك أحد، فتلك هي أسباب ما يجري في عالمنا العربي اليوم!!
حديث الاربعاء
تاريخ النشر: 11 فبراير 2015 01:01 KSA
تجاوز حجم الفساد المالي في العالم، الألف مليار دولار في نهاية العام 2014م، وحسب تقرير البنك الدولي فإن هذا المبلغ يكفي لتسديد ديون دول كثيرة، يكفي لإصلاح حال شعوب فقيرة..
A A