Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأندية الأدبية.. اللائحة والمرونة

انبثقت فكرة الأندية الأدبية من حوار دار بين الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وطائفة من الأدباء اجتمعوا به عام 1395هـ/ 1975م وتكونت بعد ذلك الأندية الأدبية الستة الأولى ثم تتا

A A
انبثقت فكرة الأندية الأدبية من حوار دار بين الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وطائفة من الأدباء اجتمعوا به عام 1395هـ/ 1975م وتكونت بعد ذلك الأندية الأدبية الستة الأولى ثم تتابعت الأندية فيما بعد.
من أفضل ما بدأت به الأندية أن لائحتها التنظيمية التي وضحت أهدافها ومسؤولياتها هي أفضل لائحة عرفتها الأندية بالرغم من ولادتها المبكرة مع الأندية ولم تتأثر بما تعرضت له اللوائح المتأخرة من تجاذب بين آراء من أُسند إليهم وضعها..
مما نصت عليه اللائحة الأولى في مادتها الثالثة «للنادي الشخصية الاعتبارية، ويباشر اختصاصه وفقاً للائحته الداخلية التي يضعها مجلس الإدارة»، ونصت المادة (16) على أن «يدير شؤون النادي مجلس إدارة مكوّن من رئيس وأربعة أعضاء إلى ستة على الأكثر، يتم اختيارهم من الأعضاء العاملين»، ونصت المادة (25) على أنه «لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب حق تقدير الإعانة التي تمنح للنادي وفقاً لمستواه الإنتاجي».
هذه اللائحة بالرغم من أنها أول لائحة، لكنها ولدت ناضجة، ولم تتناوشها الاختلافات التي أحاطت بما جاء بعدها من لوائح، وعاشت الأندية في زمانها عمرها الذهبي في الانصراف إلى الإنتاج والابتعاد عن الصراع ولذا فالأفضل الآن هو الرجوع إليها وتطويرها بإدخال ما جدّ بعدها إن وجد، وتعديل الصياغة بما يتناسب مع ارتباط الأندية بوزارة الثقافة والإعلام.
كان للنادي الأدبي شخصية اعتبارية في إدارته وصرف الإعانة السنوية بحيث يراجع الحساب الختامي بعد أن تصرف له الإعانة دفعة واحدة في أول السنة المالية، وصار الآن يدار مالياً من مسؤول الشؤون المالية في الوزارة. واختفت المرونة المالية والإدارية التي كان يتمتع بها، ويعامل مالياً مثل أي مصروفات تصرف، حتى الإعانة تصرف على دفعتين، وهو في بناء مقارّه مرتبط بالوزارة حتى الأندية التي حصلت على منح أراضٍ أو مالية للبناء.
كانت الإعانة منذ عام 1395هـ إلى الآن هي مليون ريال،وهو الآن مبلغ متواضع، ويحتاج النادي لميزانية كافية مع إعطائه مرونة مالية كما كان سابقاً.
الأندية الأدبية تحتاج إلى لائحة مرنة تجعلها مفتوحة لكل الأطياف الثقافية وأن تتسع ساحاتها لكل التنوعات الثقافية والأدبية، بحيث تعود إلى أن تكون مركزاً للحراك الثقافي العام، ومنبراً للآراء والطروحات الثقافية، وأن تكون ذات شفافية في انتخاباتها وفي إدارتها، وفي حواراتها.
الأندية الأدبية منارات ثقافية وفكرية، أسهمت في إحداث حراك فكري وثقافي وأدبي في المجتمع، وهي بحاجة إلى لائحة جديدة تبتعد عن التجاذب الفكري وتعود للائحة الأولى للتأسيس عليها، وبحاجة إلى اعتماد ميزانية مالية تناسب الوقت الراهن، وبحاجة إلى إعطاء كل نادٍ شخصية اعتبارية ليكون مرناً في إدارته وماليته ويكون جديراً بوصف نادٍ.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store