المكتب محكم الإغلاق؛ والطاولة تمتد من الجدار إلى الجدار، الأوراق والملفات تكاد تخترق السقف، كوب شاي هنا وقهوة هناك، وبقايا فتات متناثرة من الإفطار.
اللجنة مجتمعة حول الطاولة.. تنبش وتقلّب الأوراق والملفات، ترصد وتقارن ثم تسجل ما يقع تحت بصرها وما تملكه يديها من إثباتات.
إلى هنا وانتهى ليصدر بعدها قرار يدرج فيه أسماء المرشحين لجائزة التميز.
ثم ماذا بعد!!؟؟.
قبل عامين كنت أحد الأعضاء في جائزة التميز، وطُلب مني أن أُتابع إحدى المعلمات لترشحها للجائزة من قبل مديرتها، وفي ضوء ذلك تم تسليمي معايير الجائزة للمتابعة والتدقيق، والتحقق من إنجاز المعلمة.
ذهبت وكنت أتوقع أني سأحظى بإنجاز ينفض ميدان التربية والتعليم، ويقلبه رأسًا على عقب 180 درجة.
ولكن المفاجأة كانت أني وفق النمطية المترهلة والتقليدية البائدة في آلية المتابعة المطلوب منا اتباعها، دفنت رأسي لساعات وأيام وأسابيع وسط كومة هائلة من الأوراق والملفات الخاصة بإنجاز المعلمة لا غير.. وصلى الله على سيدنا محمد.
مع كل صفحة كنت أقلبها وأقرأها وأتحقق منها، كانت علامات التعجب والاستفهام تتقافز أمام عيني، وتحوم حول رأسي.. ثم ماذا بعد!!؟؟.. ما الجديد!!؟؟. ثم ماذا بعد!!؟؟ ما الجديد!!؟؟.
سألت نفسي وأنا أقرأ إنجازات المعلمة وأطابق تحقيقها في هذا الملف وذاك!!، طيب هذه المهمام والإنجازات هي من طبيعة مهام عمل المعلمة، ومن المسلم به أن تؤديها وتثبتها في ملف يسمى ملف الإنجاز!!، وأمام كل هذه الأرتال من الأوراق وقفت أكلّم نفسي، هل من المعقول أن يكون هذا هو مفهوم التميز الذي يسعون إليه!!؟؟.
ماذا بعد كل هذا التسطيح للتميز!!؟؟.
هل القصد تميز ضمن عالم من الورق!!؟؟.
أم تميز يوثق بصمته في عالم الاستحداث للتغيير والتطوير؟؟.
توقفت واعتذرت من اللجنة ولم أكمل.
** مرصد:
كي نقول للعالم المتطور حولنا أقبلوا علينا وخذوا منا.. من يضع بين أيدينا المفهوم الحقيقي للتميز، والذي يوثق بصمته في ميدان التربية والتعليم.. معلم ومكتب وإدارات تعليم، ووزارة التربية والتعليم!!؟؟.
جائزة التميز.. تسطيح المفهوم
تاريخ النشر: 20 فبراير 2015 00:21 KSA
المكتب محكم الإغلاق؛ والطاولة تمتد من الجدار إلى الجدار، الأوراق والملفات تكاد تخترق السقف، كوب شاي هنا وقهوة هناك، وبقايا فتات متناثرة من الإفطار.
A A