العلاقات الإنسانية ساحة لأعمال استثمارية مجدية

هل يمكن إقامة مشروع استثماري يستهدف توطيد الصلات الانسانية وفي نفس الوقت يكون مدخلاً اقتصادياً يحقق مقاصد اسلامية تحضنا على النهوض بالوضع الاقتصادي للفرد ولو عبر علاقاتنا الاجتماعية والرحمية أو حقوق الجوار والاهتمام بالرحم والتراحم وتفقد أحوال بعضنا وخاصة حين نؤدي الصلاة في جماعة. إن هذه العلاقات الانسانية توطد الاستقرار المجتمعي بما ينعكس عيشاً كريماً يحقق المقاصد الكلية كالحد من الفقر المزمن الذي استعاذ منه النبي الكريم استعاذته من الكفر ذلك لأن فقر شريحة اجتماعية ينعكس خللاً على المجتمع ويقود لعدم تماسكه وهو ما يؤكد أن التكافل والتواصل من المقاصد الاسلامية الكلية ومتى غابت تراجع الثراء وزادت الظواهر السلبية وهذه المعادلة أثبتت صحتها دراسات علمية صارمة وصادقة.
إن الاستثمار الذي يراعي هذا المدخل لابد أن يستصحب تجارب شركات قائمة وحققت بهذه الرؤية الكسبية (win-win) ما عاد بالنفع على التاجر والمجتمع ، وهذه الشركات ضمن قائمة الفورشن الخمسمائة وشركة إيفون بالمملكة مثال على مفاهيم المدخل الاجتماعي إذ إن منتجاتها موجودة ولكن ليس بالرفوف وإنما عبر التواصل فالسيدات اللائي يتعاملن يتواصلن بصورة مباشرة فيما بينهن ويحققن فوائد كسبية.
واليوم توجد بأمريكا أندية صحية مصغرة، التواصل فيها بين الناس سهل ،مما يحقق هدف التعارف وتعزيز العلاقات الانسانية وهذه بلا شك قيمنا وبضاعتنا التي أمرنا بها، فلماذا لا تكون ضمن اهتماماتنا واستثماراتنا. إن قيام الاستثمار بهذا القطاع ممكن عبر التقنية وتحت سقف توجهات تحكمها معانٍ إسلامية ومقاصد كلية هي في صلب عقيدتنا وتراثنا.