Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيف أتعلم؟!

فاجأ وزير التعليم في كلمته غير المجدولة ضمن برنامج حفلة التكريم في المؤتمر الطلابي السادس في جُدة حضور الحفل بقوله: (مقصرون مع الطلاب..

A A
فاجأ وزير التعليم في كلمته غير المجدولة ضمن برنامج حفلة التكريم في المؤتمر الطلابي السادس في جُدة حضور الحفل بقوله: (مقصرون مع الطلاب.. وسنقلل مدة "التعليم" ونزيد وقت "التعلم")، اعتراف الوزير بأن مدة "التعليم"؛ والذي يعني في الأدب التربوي "التلقين" تفوق بأضعاف مضاعفة وقت "التعلم" والذي يعني في الأدب التربوي "التدبر ممزوجًا بالتفكر"، ومعلوم أن ممارسة التعليم التلقيني ما برح يهيمن على منظومتنا التربوية، على نحو يمكن وصفه بالمرعب، إذ أن المعلم هو محور العمل التربوي وقطب رحاه، وليس المتعلم الذي لا يعدو أن يكون سلبيًا في هذه المعادلة إذ لا يتجاوز دوره بأي حال من الأحوال تجرع واجترار ما يتلقاه من معلومات ومعارف لكن للأسف دونما وعي بكيفية اختبار أو تطبيق أو توظيف ما يتلقاه من علوم!!
فـ"التعليم" عملية استاتيكية مملة وممضة و"التعلم" عملية ديناميكية جاذبة وملفتة تتسم بالنشاط والفاعلية توصف في الأدب التربوي بالتعلم النشط الذي يتكئ على مبدأ "علمني كيف أتعلم" وذلك من أجل تكوين عقلية تتسم بالجاهزية الفكرية للتعاطي مع مختلف معطيات العصر بكل كفاءة واقتدار وذلك من خلال الممارسة المعرفية المتمثلة في توليد المعرفة وحسن توظيفها التوظيف الأمثل والسعي إلى الاستفادة منها في سياقات الحياة المختلفة.
إن المتأمل في حزمة المهارات التي يتعين على الفرد اكتسابها في القرن الحادي والعشرين في مسيرته التعليمية تنوف الـ(16) مهارة بحسب دراسة للمنتدى الاقتصادي الدولي، هذه المهارات تعد ضرورية لتمكين الأجيال من تحقيق ما تصبو إليه من غايات دونما إحباط أو يأس، هذه المهارات منها الأساسية (المعرفية) التي تكتسب بداية "بالتعليم" لكن تعمق فيما بعد "بالتعلم" كالقراءة، الكتابة والحساب..، المهارات التنافسية (وهي مهارات تكميلية) من قبيل التفكير الناقد، حل المشكلات، الابتكار، التواصل وتبادل المعلومات (ممارسة معرفية)، المهارات الشخصية من قبيل استيعاب وتقدير الحياة، سعة الأفق، روح المبادرة، القدرة على التكيف مع المتغيرات، القدوة في العمل وحسن التوجيه والقيادة، قليل من التعليم مزيد من التعلم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store