تناقض حسنين هيكل «المفضوح»!

* التاريخ يشهد أن أولئك الذين يضحكون ويخدعون المواطن العربي بكلمات معسولة ووعود كاذبة وشعارات خادعة هم أول الهاربين من حقيقتهم بل ومازالوا يمارسون الخداع والتضليل معتقدين أن أساليبهم لا زالت تنطلي ولا زالت مرحلة التغييب مستمرة.. كم من التناقضات والأكاذيب التي حدثت بحق الشعب العربي.. منها على سبيل المثال الكاتب حسنين هيكل الذي يوافق اليوم على ما رفضه بالأمس بالتحديد حينما أعلن عبدالكريم قاسم قبل عقود مطالبته بالكويت.. كان رفضه قاطعًا مهددًا ومتوعدًا بأن تلك المطالبة تمثل اعتداءً صارخًا على حقوق الغير لأنه كما قال وقتها الكويت للكويتيين ولا يمكن لأي مخلوق أن يعتدي عليها أوحتى مجرد التفكير بالمطالبة بها.. بعدها كان أول المصفقين لصدام حسين في احتلاله الكويت وأول المؤيدين له ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل وصف أهل الخليج بأوصاف تنم عن حقده وتناقضاته.
* في عاصفة الحزم أصدر بيانًا يحتوي على انتقادات واضحة للعاصفة، يعيد للذاكرة تناقضاته المفضوحة، في انتقاد ضمني للعمليات، قال هيكل إن معنى بداية "عاصفة الحزم" قبل القمة العربية هو أن "عشر دول عربية قررت أنها لا تستطيع الانتظار ساعات، وتصرفت دون انتظار غطاء سياسي جامع يغطي هذا التصرف باعتباره إرادة عربية موحَّدة".
تناسى وتناقض كعادته أن القرار لم يأتِ عشوائيًا إنما نتيجة اجتماعات ولقاءات واتصالات مكثفة لزمن كاف خاصة بعد التجاوزات الحوثية ومن يقف خلفهم والانقلاب على الشرعية وتهديد الآمنين المطمئنين واعتقال الرئيس الشرعي والحكومة التي وافقوا عليها وتهديدهم الواضح للمملكة العربية السعودية وباب المندب وأمن البحر الأحمر وخطورة ذلك على العالم، قائمة طويلة من التجاوزات يتجاهلها هيكل.
* المؤسف أن البعض يرى أن هيكل لا يمس وكل ما يقوله صحيح رغم أن المواقف وأقواله أكدت حقيقته وتناقضاته وهناك من يؤكد أنه يتحدث عن أشخاص فارقوا الحياة، ويستند في رواياته على أناس غالبًا لا وجود لهم حاليًا، وأن تقديراته ليست صائبة دائمًا، والدليل أنه طلب بنفسه مؤخرًا عدم بث حلقة تلفزيونية لأن مضمونها، الذي تم تسجيله قبل موعد البث بثلاثة أيام كان يسير في اتجاه سياسي عكس الواقع في الأزمة اليمنية.
* هيكل أيد وبقوة التدخل المصري في اليمن خلال الستينات من القرن الماضي الذي ذهب ضحيته مئات الجنود المصريين وكانت نتائجه سلبية أثر على المسار العربي التاريخي ومنها هزيمة 67 التي أحتلت إسرائيل من خلالها أراضي عربية في حين انتقد عاصفة الحزم ورفضها مثلما تناقض في موقفه بين تهديد عبدالكريم قاسم للكويت واحتلال صدام لها!.